الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.
أنا قمتُ بالإجابة على استشارتك السابقة والتي رقمها (
2429559) وذلك بتاريخ 4/5/2020، أي قبل شهر من الآن.
أيها الفاضل الكريم: أعراضك ناتجة من الهلع ولا شك في ذلك، وفي ذات الوقت يجب أن نؤكد أن الجسم والنفس لا ينفصلان، ما يؤثّر على الجسم يؤثر على النفس، وما يؤثّر على النفس يؤثّر على الجسم.
الفتق الموجود في الحجاب الحاجز قد يؤدي في بعض الأحيان إلى شعور بشيء من التقلُّصات المعدية البسيطة، أو تجمُّع حوامض، أو شيء من هذا القبيل، لكن ليس بالدرجة التي تؤدي إلى نوبة الهلع بالصورة التي مرَّت عليك.
أنا أرى أن الجانب العضوي موجود في حالتك لكنّه بسيط جدًّا، ولا أراه أبدًا سببًا رئيسيًا، أرى أن الجانب النفسي هو الذي يُهيمن عليك، وهو الذي يفسّر أعراضك. كم من الناس لديهم فتق في الحجاب الحاجز ولا يشعرون بأي شيءٍ؟ كم من الناس لديهم ارتخاء في الصمام المايترالي؟ وهذه علّة كبيرة جدًّا، كبيرة بمعنى أنها منتشرة في 10 إلى 15% من الناس يُعانون منها، بعض الناس الذي يُصابون بنوبات الهرع حين يكتشفون أن لديهم ارتخاء في الصمام المايترالي يعتقدون أن السبب هو الصمام المايترالي وليس الهلع.
إذًا – يا أخي الكريم – وجود أسباب عضوية بسيطة يجعل الأعراض النفسية أكثر قوة وشدة وينشغل بها الإنسان أكثر ويُضخمها ويُجسّمها، وهذا هو الذي حدث لك، والأمر إن شاء الله في غاية البساطة، أعراضك جُلها نفسيّة، ويمكن أن نُطلق عليها (نفسوجسدية) حيث أنها تظهر في شكل أعراض جسدية. موضوع الفتق الحاجبي قد يكون ساهم مساهمة بسيطة جدًّا في بدايات ظهور هذه الأعراض، لكن لا يفسّرها كلّها أبدًا، إنما التفسير النفسي هو الصحيح.
أرجو أن تُطبق ما ذكرتُه لك في الاستشارة السابقة من إرشادات علاجية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.