أصبحت خائفا ومفتقدا للسعادة، فهل هناك أمل لكي أعود طبيعيا؟

2020-06-24 01:53:00 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

منذ شهر ونصف أحسست بضيق في التنفس، وكتمة بالصدر، وصعوبة في النوم، وعملت الفحوصات ولم أجد شيئاً عضوياً، فأخذت دوجماتيل شريطاً واحداً ثم غيره الطبيب لتجريتول، ولكني لست منتظماً عليه، وأخاف من التعود عليه، فأحياناً كثيرة أكون جيداً، وفجأة يأتي على بالي الحزن وصعوبة التنفس، وأنام بصعوبة وقتاً قليلاً جداً.

ذهبت لطبيب نفسي، فوصف لي حبوب سيتوكسال وميرزاجن، ولكني لا أريد تناول الأدوية، فكيف أتغلب على هذه الحالة؟ فأنا الآن أعيش لوحدي، وأولادي ليسوا معي، وأخاف من الرجوع للبيت بعد انتهاء العمل، أريد أن أكون دائماً مع الناس وفي أماكن ليست ضيقة أو مغلقة، ولا شيء الآن يجعلني سعيداً، حتى الأشياء التي كانت تفرحني قبل هذا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

ضيق التنفس والكتمة في الصدر وصعوبة النوم غالبًا ناتجة من قلق نفسي، والقلق النفسي في مثل عمرك دائمًا يكون مصحوبًا بشيء من عُسْر في المزاج – أي الاكتئاب البسيط – وأهم شيء: إذا كانت هناك أسباب يجب أن تُعالج هذه الأسباب بقدر المستطاع. هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: الإنسان من الناحية السلوكية هو أفكار ومشاعر وأفكار، دائمًا القلق والتوتر والاكتئاب تجعل أفكارنا سلبية، لذا يجب أن تُجاهد نفسك وتجعل أفكارك إيجابية، وأنا متأكد أن حياتك فيها الكثير من الطيبات.

المشاعر أيضًا يمكن للإنسان أن يجتهد في تغييرها، أن يجعلها إيجابية، والإنسان إذا اجتهد في أفعاله مهما كانت مشاعره وكذلك أفكاره سلبية وأنجز من خلال الأفعال؛ هذا أيضًا يعود عليه بخير كبير، بل هو الشيء المحوري والجوهري الذي يُحسّن المزاج، ويُحسِّن المشاعر، ويُحسِّن الأفكار.

فإذًا اجتهد في عملك، نظّم وقتك، تواصل اجتماعيًّا، وهذه هي العلاجات الأساسية، وأنت قلت إنك تريد علاجًا غير دوائي، هذه هي العلاجات غير الدوائية، وإن كنتُ أرى أنك محتاج لشيء من الدواء، وسوف أصف لك الدواء الذي أراه مناسبًا، وبعد ذلك أترك لك الخيار، وأعتقد أن ما وصفه لك الطبيب من أدوية ممتازة جدًّا.

الأمر العلاجي الآخر وهو مهم، هو: ممارسة الرياضة، الرياضة تقوّي النفوس، تقوّي الأجسام، وتُحسّن النوم، وتُحسّن القابلية نحو الحياة، تُحسّن الدافعية، لأن الرياضة أيضًا تعمل من خلال منظومة كيميائية دماغية، فهي تُحسّن من مستوى أداء الموصِّلات العصبية المتعلِّقة بالمزاج، فهذه – يا أخي – هي الأشياء الرئيسية التي يجب أن تلتزم بها. طبعًا تمارين الاسترخاء مهمّة جدًّا.

صعوبة التنفس ناتجة من أن التوتر النفسي الداخلي تحوّل إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثّر هي عضلات القفص الصدري، وهذا يجعلك تشعر بضيق التنفس.

إذًا الرياضة زائد تمارين الاسترخاء – خاصة تمارين الشهيق والزفير المتدرّج، مع تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها – هذا سوف يعود عليك أيضًا بنفع علاجي كبير، تدرب على هذه التمارين، وتوجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضّح كيفية تطبيق وممارسة تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة.

احرص على التواصل الاجتماعي، واحرص على القيام بالواجبات الاجتماعية، وكن بارًّا بوالديك، واحرص على الصلاة مع الجماعة. هذه كلها نراها علاجات مهمَّة جدًّا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

أمَّا بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أنه سيكون من الجميل إذا أخذت جرعة بسيطة جدًّا من الـ (ميرزاجين) وهو الـ (ميرتازبين)، الحبة فيها ثلاثون مليجرامًا، أنت تحتاج أن تأخذ ربع حبة (7,5 مليجرام) ليلاً، سوف تُحسِّن من نومك، وفي ذات الوقت هذا الدواء غير إدماني، وهذه جرعة بسيطة جدًّا، سوف تغطي إن شاء الله تعالى الجانب البيولوجي في العلاج، وإذا لم تتحسّن على ربع الحبة يمكن أن تجعلها نصف حبة (15 مليجرام) ليلاً، تستمر عليها لشهرين أو ثلاثة، ثم تتوقف عنها.

هذا هو الذي أودُّ أن أنصحك به، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في إسلام ويب.

www.islamweb.net