أعاني من ضيق في الصدر بدون سبب.
2020-07-01 02:01:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
منذ شهرين تقريبا كنت في فترة صعبة ومضغوطة، وكنت صائمة، وذلك اليوم كنت أبكي بشدة بعد الإفطار استرخيت وشربت كأس حليب وكأس حلبة، بعدها استلقيت فأحسست بقلبي ينبض وضربات غير متزنة، فلم أعرها اهتماما، بعدها بقليل أحسست بضيق شديد وكتمة في الصدر، لم أستطع التنفس جيدا، وكأنه هناك شيئا يمنع وصول الهواء، فذهبت بعدها بيومين إلى الطبيب، فقال لي بأن قلبي سليم، وليس لدي أمراض صدرية، وقد أعطاني أقراص المغنسيوم حبة كل يوم مساء لمدة عشرين يوما، أحسست بتحسن بنسبة 70%، لكن ضيق التنفس لازلت أحس به قليلا خاصة عند القلق.
أرجو منكم حلا، لأني أصبت بالقلق لأتفه الأسباب من هذه الحالة، علما بأني أشعر بضغوطات مع مذكرة التخرج والأوضاع التي نمر بها بسبب هذا الفيروس.
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Abidouuu حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية.
هذه حالة معروفة، بعد أن تناولتِ الحليب وشُرب الحلبة تكون المعدة قد امتلأت نسبيًّا، وهذا أدى إلى ضغطٍ على الحجاب الحاجز، ومن ثمَّ تلامس الحجاب الحاجز مع أغشية القلب الخارجية وأدى إلى استشعار كامل لهذه الطبقة من القلب، ونتج عن هذا ما نُسمِّيه بنوبة هرع أو نوبة فزع. أنت أحسست بهذه النبضات غير المتزنة، وبعدها أُصبت بالضيق الشديد وكتمة الصدر وصعوبة التنفس.
نعم هذه نوبة هرع – أي نوبة قلق حادٍّ – وهذه النوبات معروفة جدًّا، أحيانًا كثيرة تكون بدون أي سبب، لكن في حالتك هو ربما يكون أصلاً لديك الاستعداد للقلق، ومن ثمَّ حدث هذا الوضع الذي وصفتُه لك.
هذه حالة بسيطة جدًّا، الذي تولّد لديك الآن هو قلق المخاوف أو ما نُسمِّيه بالقلق التوقعي، حيث إن الإنسان بالفعل يكون مشغولاً أن هذه النوبات سوف تتكرر.
أرجو أن تطمئني تمامًا أن هذه النوبة نوبة بسيطة جدًّا، لا علاقة لها بأمراض القلب أبدًا، لا من قريب ولا من بعيد.
وضيق الصدر يأتي من التوتر النفسي، حيث إن التوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثّر في جسم الإنسان هي عضلات القفص الصدري، لذا الإنسان يشعر بضيقة أو بكتمة وصعوبة في التنفس، وكثير من الناس أيضًا قد يحسُّون بآلام أو بوخز في الصدر. هذه عملية فسيولوجية بيولوجية نفسية بحتة، ولا علاقة لها أبدًا بأمراض القلب أو الصدر.
الحمد لله أنت بخير، وكما تفضلت: الضغوطات النفسية من هنا ومن هناك تُعزّز مشاعر القلق والخوف، لكن الإنسان يجب أن يكون إيجابيًا في تفكيره، وقطعًا لديك أشياء جميلة في الحياة يجب أن تفكّري فيها، وأن تُحسني إدارة وقتك، وأن تتفاعلي مع الأسرة تفاعلًا إيجابيًّا، وأن تنظمي غذائك، وأن تمارسي أي نوع من الرياضة يُتاح لك، حتى وإن كان داخل المنزل، وفي ذات الوقت تُطبّقي بعض التمارين الاسترخائية، ومن أفضلها تمارين التنفُّس المتدرّجة، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم إطلاقها أو إرخائها، توجد برامج على اليوتيوب توضّح كيفية ممارسة هذه التمارين، هي نافعة جدًّا إن شاء الله تعالى لك.
وأنا أيضًا – وحتى نطمئن اطمئنانًا كاملاً على صحتك النفسية وألَّا تتكرر هذه النوبات – سوف أصف لك دواءً بسيطًا جدًّا يُسمَّى (استالوبرام) هذه هو اسمه العلمي، ويُسمَّى تجاريًا (سبرالكس)، وربما تجدينه في بلدكم تحت مسميات تجارية أخرى.
السبرالكس دواء متميّز لعلاج القلق والتوترات والمخاوف، وهو محسِّنٌ للمزاج، أنت تحتاجين له لوقت قصير وبجرعة صغيرة. إذًا ابدئي بنصف حبة – من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – هذه الخمسة مليجرام استمري عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
كما ذكرتُ لك الدواء سليم، لا يُسبِّب الإدمان، ليس له آثار سلبية على الهرمونات النسائية ولا على الدورة الشهرية، فقط ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.