كيف أتعامل مع زوجي الذي يكثر من الكذب في حديثه؟
2020-06-27 21:43:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
زوجي يكذب دائما بحيث لا أميز الكذب من الحقيقة، ففي كثير من الأحيان يكذب وأكتشف بعد أشهر كذبه، كيف التعايش معه؟
سؤالي الثاني: إن كان الزوج بخيلا يوفر المال للزواج من أخرى، هل تطلب الزوجة الطلاق أم تصبر؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aya حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مرحبًا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله أن يُعينك على صلاح نفسك وإصلاح الزوج، ونسأله تبارك وتعالى أن يُصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
نحن سعداء جدًّا بهذه الاستشارة، ونبشرك بأن إصلاحك لزوجك حتى يترك الكذب أمرٌ عظيم، ولأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حمر النعم، فكيف إذا كان الرجل هو الزوج؟
ولذلك نتمنّى أن تنجحي في حثّه على الصدق، وأرجو أن تعلمي أن الكذب محرّمٌ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا علم من أحد كذب لا يُقبل عليه حتى يعلم أنه أحدث توبة، ولكن أرجو أن تتجنبي أيضًا أسباب كذب الرجل، فشدة التحقيق وشدة المتابعة والتدقيق ربما تدفع الإنسان -وهذا خطأ طبعًا لا نوافق عليه- لكن قد تدفعه إلى الكذب، ولذلك أرجو أن تبيّني له أن الصدق منجاة، وتجتهدي دائمًا في دعوته إلى أن يكون نموذجًا لك ولأبنائه -إن كان لكم أبناء- ولمن حوله.
وخوّفيه من الكذب، فإن عواقبه سيئة، ويكفي أن نقرأ قول الله: {ألا لعنة الله على الكاذبين} والعياذ بالله. ولذلك نتمنَّى أيضًا أن تُساعديه على ترك هذه المعصية الكبرى التي هي الكذب.
أمَّا بالنسبة لبخل الزوج فأرجو أيضًا أن تحتالي عليه وتجتهدي في توجيه أمواله، ولا ندري أي درجة من البخل؛ لأن تقييم البخل أيضًا يحتاج إلى وقفات، فهل يأتي بالأساسيات؟ هل يأتي بالأمور الأساسية التي يحتاجها البيت؟ .. إذا كان يُقصّر في الأمور الأساسية فلا نملك إلَّا أن نقول: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لهند بنت عتبة، ولكن إذا كان يأتي بالأمور الأساسية في البيت من طعام وشراب فأرجو أن تجتهدي في معاونته أيضًا على حُسن استخدام الأموال واستثمارها؛ لأن التدبير نصف المعيشة، وتدبير المعيشة مطلوب، والإسراف كذلك مذموم، كما أن البخل مذموم، فالاعتدال في هذه المسألة مطلوب، ومثل هذه المسائل نحن نحتاج إلى تفصيل في مسألة درجة البخل حتى يأتي الحكم واضحًا.
أمَّا بالنسبة لمسألة التعدد فالزوجة ينبغي أن تصبر، وتُناشد زوجها أن يعدل، لأن التعدد من شريعة الله -تبارك وتعالى-، ونحن نؤكد أن الطلاق لا يُفرح سوى عدوّنا الشيطان، والرجل عندما يُعدّد عليه أن يعدل، وعليه أن يتقي الله -تبارك وتعالى-، وعليه أن يعرف فضل زوجته الأولى؛ لأن الله يقول: {ولا تنسوا الفضل بينكم}.
لذلك هذه الأمور الشرعية أرجو أن نتعامل معها من منطلق الشرع، وبمنتهى الهدوء، وإذا قصّر الزوج في حق زوجته أيضًا ينبغي للزوج ألَّا تُقصّر في حقه، لأن العلاقة الزوجية طاعة لرب البرية، والذي يُجازي المُحسن هو الله، والذي يُعاقب المقصّر من الزوجين هو الله -تبارك وتعالى-.
إذًا نحن نؤكد على رفض مسألة طلب الطلاق، وأيُّما امرأة طلبت الطلاق من زوجها بغير ما بأسٍ فرائحة الجنة عليها حرام، أو كما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام-.
ما لم تكن هناك أسباب فعلية تضطر المرأة -وحتى لو كانت هناك أسباب فعلية- نحن نقول: ليت من فكّرت في طلب الطلاق ألف مرة تفكّر مرات بعد الألف، وليت مَن يفكّر في الطلاق من الرجال ألف مرة يفكّر مرات بعد الألف؛ لأن الطلاق لا يُفرح سوى عدوّنا الشيطان، بل لا يكون حلًّا للمشكلات، أحيانًا تكون بداية المشكلات بالطلاق؛ لأن الطلاق أيضًا يحتاج أن يكون أيضًا على أسس ووفق ضوابط شرعية وتخطيط له، حتى يكون طلاقًا ناجحًا إذا اضطررنا إليه حلًّا، وهذا آخر الدواء، وآخر الدواء الكي.
نسأل الله أن يُعينك على هداية الزوج والمحافظة على بيتك، بل ننتظر من أمثالك أن تكون ناصحة لزميلاتها وأخواتها، حتى نُعين الأزواج على ما يُرضي الله -تبارك وتعالى-.