أريد السيطرة على الوساوس والأفكار السيئة التي تهاجمني
2020-06-25 02:58:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحاول التواصل معكم منذ زمن، ولله الحمد الآن أتيحت لي الفرصة، أريد أن أشكركم على فتواكم، الله يجازيكم على هذه المساعدات.
كنت أعاني من وساوس في الصلاة والوضوء، وكنت أعيدهم أكثر من مرة، ولكن -الحمد لله- بدأت أتغلب عليها، ولكن الآن بدأت تراودني أفكار كفرية، مثلا تقول: آمنت بكذا أو كذا، أو مثلا أنا أعبد كذا وكذا، ولا أقدر أن أكتب هذه الأشياء، والله أحس بضيق في صدري ومعصية، وكل مرة أتشهد وأقول: آمنت بالله، وفي كل مرة أقول: آمنت بالله أو أتشهد تأتي هذه الأفكار والوسواس، أحس وكأني أنا أتكلم، تعبت والله، ساعدوني رجاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – ابنتنا العزيزة – في استشارات إسلام ويب. نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.
الوساوس – أيتها البنت الكريمة – أنواع وألوان، والشيطان لا ييأس من الإنسان إذا شمَّ منه رائحة الاستجابة له ولوساوسه، وإذا رأى منه ضعفًا تسلَّط عليه، وانتقل به من نوع – من أنواع الوساوس – إلى أنواع أُخر، ولهذا نصيحتنا لك حتى لا يتسلّط عليك الشيطان بوساوسه ويُثقِّل عليك العبادات ويُبغِّض إليك دينك، ننصحك بأن تكوني حازمة في مطاردة هذه الوساوس، وحازمة في الأخذ بأسباب التخلص منها، وما يُعينك على ذلك أن تعلمي بأن هذه الوساوس من خطوات الشيطان، وأن الاستجابة لها والتفاعل معها هو مشيٌ في هذه الخطوات، وأن الذي يرضى به الله ويطلبه من الإنسان هو ألَّا يلتفت إلى هذه الوساوس ولا يأبه بها، ولا يُبالي بها.
إذا حقّرتِ هذه الوساوس ورأيتِها بأنها تافهة وأنها لا تستحق الاعتناء والاهتمام، وشغلتِ نفسك عنها بشيء آخر، مع الاستعاذة بالله تعالى، والإدامة لذلك بأن تداومي على قراءة المعوذتين والإكثار من ذكر الله وأذكار اليوم والليلة - كأذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ وأذكار ما بعد الصلاة ونحو ذلك من الأذكار التي تُقال في ساعات اليوم والليلة – فإنك بهذا ستغلبين الشيطان، فإن كيده ضعيف، والله تعالى ينصرُ عبده عليه.
هذه الوساوس التي ذكرتِها أنها وساوس في الإيمان والعقائد معروفٌ مصدرُها، فإن الشيطان يُريدُ أن يصدّك عن طريقك الذي تسلكينه للوصول إلى الله تعالى وإلى جنّتِه، وهو كما قال الله تعالى عنه في سورة الأعراف أنه قال: {لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجدُ أكثرَهم شاكرين}، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه كلِّها)، فهو حريص على أن يصرفك عن هذا الطريق، ولهذا يُورِدُ عليك هذه الأسئلة والاستفسارات، وليس العلاج هو أن تبحثي عن إجابات لها وأن تسترسلي معها، العلاج لها أن تصرفي ذِهنك عنها، وألَّا تُبالي بها.
كراهيتُك لهذه الوساوس وخوفك منها وعدم جُرأتك حتى على كتابتها دليلٌ على وجود الإيمان في قلبك، فلولا وجود الإيمان في القلب لما كان القلبُ خائفًا مُنزعجًا كل هذا الانزعاج، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن شكى إليه هذه الوساوس وأخبرَه بأنه يجد في نفسه وفي صدره شيئًا عظيمًا يخاف أن يتكلّم به، قال له عليه الصلاة والسلام: (ذاك صريح الإيمان)، ذاك هو الإيمان الصريح، فهذه الحال دلالة على وجود الإيمان في القلب، فلا تخافي على إيمانك، فأنت على إيمانك وإسلامك، ولكن جاهدي نفسك للتغلب على هذه الوساوس باتباع هذه الخطوات التي ذكرناها لك:
أولاً: أن تلجئي إلى الله كلَّما هاجمتك هذه الوساوس، بأن تستعيذي بالله.
ثانيًا: أن تصرفي نفسك عنها.
ثالثًا: أن تُكثري من الأذكار خلال اليوم والليلة، وتحافظي على صلواتك في أوقاتها، فإذا فعلت ذلك ذهبت عنك بإذن الله.
نسأل الله تعالى أن يصرف عنك السوء ووساوس الشيطان، وأن يثبتك ويسددك ويوفقك لكل خير.