أحب التوبة إلى الله ومع كثرة الذنوب ضعف لدي الندم
2020-07-02 03:48:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا كنت أعصي الله ثم أتوب، وبعدها أعود إلى الذنب، وعندما كنت أتوب كنت أشعر بندم، ولكن أصبحت لا أشعر بندم على الذنوب لكثرة الذنوب والمعاصي والابتعاد عن الله.
أنا لا أحب أن أعصي الله وأريد أن أتوب إلى إليه، فهل تقبل التوبة بدون ندم أم لا؟ صرت معتادا على هذه الذنوب، وأصبح القلب قاسياً لكثرة الذنوب والمعاصي، ما هو الحل؟ وشكراً لكم جميعاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Youness حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعنا، وأسأل الله أن يتقبل توبتك وأن يصلح حالك.
الجواب على ما ذكرت: بما أنك قد تندمت على ما حصل منك من معاص وتبت إلى الله منها، فهذا من توفيق الله لك وأنك على خير، فإن الله غفور رحيم، وباب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها أو تغرغر الروح في الحلق بالموت.
أنت ما زلت في سعة، ويمكنك أن تتوب إلى الله، ولو عدت إلى الذنب مرات عديدة، ومهما تكرر منا الذنب لابد أن نتوب، ولنعلم أن الذنب الأول يمحى عنا بالتوبة، وهكذا كل ذنب يليه إذا أعقبناه بتوبة، فإنه يمحى عنا.
لهذا عليك أن تتوب من الذنب الذي وقعت فيه الآن وسارع إلى ذلك، ولا تقنط من رحمة الله، فالله رحيم بعباده، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ - قَالَ : " أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ "، قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى : لَا أَدْرِي أَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: " اعْمَلْ مَا شِئْتَ " رواه البخاري ومسلم.
من جانب آخر، من المعلوم أن الندم على ما حصل من الإنسان من ذنب، يعد أول خطوة في طريق التوبة، وأنت تكتب إلينا لا شك أنك تشعر بالندم على ما كان منك من المعاصي، لأن الندم هو تألم القلب على ما اقترفه العبد من الذنب، فشعورك بالضيق لما ارتكبته وتمنيك لو عاد بك الزمن فلن ترتكب هذا الذنب يعد ندماً منك على فعله، فالندم ما زال قائماً في نفسك، وما زالت محققا له، وبقي معك أمران آخران أن تقلع عن الذنب الذي أنت عليه الآن وتعزم بنية صالحة من قلبك أن لا تعود إليه في المستقبل، وابشر بخير بإذن الله تعالى.
حتى يلين قلبك وتشعر بقوة الإيمان والطمأنينة، والخلاص من قسوة القلب، فإن عليك أن تحقق الأمور الآتية:
* أكثر من الدعاء والتضرع إلى الله بأن يلين قلبك .
* عليك بقراءة القرآن، بتدبر وتأمل لما أراد الله منا، والعمل بما جاء به.
* عليك بالإكثار من ذكر الله في كل حال، والإكثار من الإستغفار .
* تذكر الموت وزيارة القبور، و الاستعداد لما بعد الموت من العمل الصالح.
* كن رحيماً بالخلق، محسناً إلى الضعفاء والأيتام والمحتاجين، وزر المرضى، وتفقد أحوالهم.
* كلما أذنبت ذنباً فسارع إلى التوبة.
أخيرًا وأنت ما زلت في أول شبابك فالمستقبل أمامك مليء بالخير والسعادة، إذا كنت قريباً من الله بطاعته، متفائلاً بأنك ستكون إلى خير (فهنيئاً، وعليك بشغل وقتك بالمفيد والنافع).
وفقك الله لمرضاته.