كيف أرجع علاقتي مع صديقتي بعد انقطاع؟
2020-07-05 05:17:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
كيف أرجع علاقتي مع صديقتي بعد انقطاع، وأجعلها تعود لمحبتي، أنا أتواصل معها، لكنها لا ترسل وتسأل عني إن لم أراسلها، ولا تهتم إذا انقطعت عن الاتصال، رغم أنها كانت سابقا تهتم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من المُلفت أني لمستُ بكلماتكِ حرصكِ الجميل على التمسك بعلاقاتك المُقرّبة، ومنها علاقتك بصديقتك، وهذه الصفة إيجابية جداً، ومحظوظون برأيي من هم محيطون بك؛ لأن العلاقة الإنسانية بطبيعتها عموماً متغيرة مع الزمن، وليست ثابتة، أي قد ينتابها فترات من الصعود والتواصل القوي وفترات أخرى من الهبوط والركود العاطفي، ولكي تدوم أية علاقة إنسانية بين شخصين، سواء صداقة أو غيرها، فهي تحتاج إلى جرعات دائمة من الاهتمام من الطرفين، وجرعات من التمسك بها عندما يُفلت الطرف الآخر يده عن حبل تلك العلاقة وينشغل عنها لسببٍ ما، وهذا هو ما تقومين به أنتِ من خلال حرصك واهتمامك لعدم خسارتك لصديقتك والتمسك بعلاقتكما، والذي ينعكس من خلال مراسلتكِ لنا.
أمّا فيما يخص جوابي لسؤالك، وهو "كيف ترجعين علاقتك مع صديقتك بعد انقطاع"، فكان من الأفضل لو شاركتِنا أسباب ذلك الانقطاع، فمعرفة السبب برأيي مهم جداً في إدلاء النصائح لكِ لعودة تلك العلاقة كما كانت عليه سابقاً.
ولكن دعينا نناقش سوياً جميع الاحتمالات المُقترحة، وأنتِ بكل تأكيد ستقومين بترجيح من ينطبق منها على صديقتك بحكم معرفتك القوية بها وبظروفها.
• في حال أنً مشكلة ما قد حدثت بينكما في الآونة الأخيرة، وهي كانت السبب بقيام صديقتك بردّة الفعل المتمثلة بالابتعاد عنك، وعدم التواصل معك وإبداء اللااهتمام، فهنا برأيي لا يوجد أجمل من المواجهة بأن تطلبي منها بشكل واضح ومباشر أن تحددوا وقتاً معيناً تلتقون به سواء على أرض الواقع أو عن طريق الانترنت "لظروف كورونا الحالية"، وأن تخبريها أنك على أتم استعداد للسماع منها إن كنتِ قد اقترفت أية تصرف قد أزعجها دون قصدٍ منكِ، وأن تتحدثا بشكل واضح وعفوي بكل تفاصيل المشكلة أو الحدث الذي أزعجها منكِ، وبهذه الحالة أوصيكِ أن تُحسني الإصغاء لها وخاصة ببداية اللقاء والحديث دون أية مقاطعة من طرفكِ أو حُكم مسبق عليها، فهي تحتاج لإبداء رأيها والتعبير عن مشاعرها لتُفضي كل ما في جعبتها، وأن تجد منك بالمقابل التفهم الكامل لذلك، ومن ثم تتناقشون سويا وتتوصلون إلى وضع النقاط على الحروف بعد تفريغكما للعتب المتبادل والمشاعر السلبية، وهذا سيقودكما إلى الخطوة التالية وهي تصفية القلوب والتحدث بإيجابية مع بعضكما مما يُمكّنكما من طي الصفحة القديمة بعد فهمكما الكامل لخطأ كل من الطرفين ومحاولة تفادي ذلك لاحقاً.
• أمّا إن شعرتِ أنها بعد المُصارحة المتبادلة وقيامك بالاعتذار منها (إن كنت قد قمتِ بأية خطأ نحوها)، بحاجة لبعض من الوقت، فهنا أنصحك بتقبل الأمر بروحٍ رياضية بعيداً عن تحيزك لذاتك، وتذكري أن الطبائع البشرية مختلفة، وأنّ بعض الجروح قد تحتاج لبعض الوقت لتلتئم.
• في حال رفضتْ صديقتكِ من البداية لقاءكما أو حديثكما بالرغم من إلحاحك عليها، فهنا أنصحك أن تتوقفي تماماً عن الإلحاح، وأن تتركي لها الفسحة الزمنية لمراجعة حساباتها مع نفسها، فالإنسان قد يحتاج إلى الوقت للتفكير مع نفسه في ردود فعله تجاه الأمور الحاصلة في دائرة حياته الشخصية.
• من الاحتمالات المتوقعة أن تكون صديقتك قد مرّت بظرف صعب خاص بها أو بأسرتها (ولستِ على اطلاع به، أو ليست هي قادرة على إخباركِ به)، وقد تكون نمط شخصيتها من النوع الذي يحتاج إلى الانطواء على نفسه لفترة من الوقت حتى يستجمع قواه، وفي هذه الحالة أقترح عليكِ أن تحترمي رغبتها بإعطائها الوقت الكافي الذي تحتاجه، وأن تخبريها بأنك موجودة وجاهزة لمساندتها بأي وقت ترغب به في التحدث إليكِ، واعلمي أن تصرفكِ هذا سيجعل من صورتك أكبر في نظرها، وستجعلينها تأتي إليك بأول لحظة تشعر بها أنها لم تعد بحاجة إلى الانطواء على ذاتها، وأنها بحاجة إلى شخص حقيقي يهتم بها وبمشاكلها ومشاعرها ويحرص على أن تكون على أفضل حال.
• هناك نقطة أيضاً لفتت انتباهي وأودّ التحدث عنها، وهي جملتكِ بأنها "سابقاً كانت تهتم بكِ وبعلاقتكما"، فأتمنى أن تحفظي لها هذا الرصيد لديكِ، فأحياناً حينما تتراجع علاقة ما بين شخصين من قِبل أحد الطرفين، فمن الوفاء والحكمة أن يتذكر الطرف الآخر الرصيد العاطفي الذي يملكه ذاك الطرف، سواء من مواقف جميلة أو اهتمام وسؤال، فهذا التذكّر هو من سيدفعكِ لأن تتصرفين معها بلين وحكمة رغم كل مجافاتها، فأنت تعرفين تمام المعرفة أن هذا الجفاء هو مؤقت وله سببه، وأنكِ حينما تتمكنين من معرفة السبب الحقيقي له، ستقومين بالتصرف الأمثل نحوه، وبالتالي عودة علاقتكما بكل جمالها كما كانت سابقاً.
• أخيراً تذكّري دائماً أنّ من طبيعة العلاقات الإنسانية هي التغير، أي التقدّم أحياناً، والتراجع أحياناً أخرى، ولكن الأهم من كل ذلك هو أنّ أثناء التغير والتراجع وتعرّض العلاقة لأية مشاكل فكيف يتصرف الطرفان لمواجهة تلك المشاكل بشكل صحيح يسمح لهما بفهم بعضهما بشكل أكبر، وتلافي أخطائهما مستقبلاً، لتعود علاقتهما ليس كما كانت فحسب بل أقوى، فتأكّدي أنّ مواجهة المشاكل بشكل صحيح تُقوّي العلاقة ولا تُضعفها إطلاقاً.
أتمنى أن تكون إجابتي قد أفادتك، وأتمنى منكِ أن لا تترددي في مراسلتنا مُجدداً إن كان لديك أية تساؤلات أخرى.
أدعو لكِ بكل الخير في حياتكِ.