الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الذي حدث لك نسميه بنوبة الفزع أو نوبة الهرع، وهو نوع من القلق النفسي الحادّ، الذي غالبًا لا تكون له أسباب واضحة، والتغيُّر الفسيولوجي الكبير الذي يحدث نسبة زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي ويتمثل هذا النشاط في تسارع ضربات القلب، مصحوبًا بالتعرُّق والتعب الشديد الذي حدث لك، والأمر أمر فسيولوجي بحت يحدث زيادة في إفراز مادة الأدرينالين، وتظهر هذه الأعراض، وقطعًا الشعور بالخوف يكون موجودًا، وبعد أن تُجهض هذه النوبة وتنتهي يصبح الإنسان في حالة من الوسوسة والقلق التوقعي خوفًا من حدوث النوبات مرة أخرى، وفي حالتك هذه النوبات قد حدثت، لكنك الحمد لله بخير، بمعنى أنه لم يصبك مكروه.
فإذًا هذه النوبات هي نوبات حميدة، نعم هي مزعجة لكنّها ليست خطيرة أبدًا، والأمر لا علاقة له بأمراض القلب أو أي مرض عضوي. فأريدك أن تستوعب هذه الحقيقة لأنها مهمّة جدًّا، ولا تتخوف من هذه النوبات، قطعًا أتمنى ألَّا تحدث مرة أخرى، وسوف أفيدك ببعض السلوكيات المطلوبة لئلَّا تحدث هذه الحالات.
أولاً: يجب أن تُمارس رياضة بانتظام، ممارسة الرياضة – أي نوع من الرياضة متاح لك – بشرط أن تنتظم فيه وتواصله، سيكون مفيدًا لك.
ثانيًا: هنالك تمارين تُعرف بتمارين الاسترخاء، لها برامج معينة، مثل تمارين التنفس المتدرّج (الشهيق والزفير)، وهنالك تمارين أيضًا لشدِّ العضلات وقبضها ثم إرخاؤها، وهذا العلاج يتطلب أن يستصحبه الإنسان بنوع التأمُّل الإيجابي، بنوع من الاستغراق والانتباه الذهني الطيب والجميل والمتفائل، فأرجو أن تستعين بأحد برامج الإنترنت لتطبيق هذه التمارين، توجد برامج كثيرة على اليوتيوب، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (
2136015)، يمكنك أن تجد فيها الاسترشاد اللازم لتطبيق هذه التمارين على أصولها.
ثالثًا: تجنب الفراغ، الفراغ الذهني أو الفراغ الزمني يؤدي في بعض الأحيان إلى هذه النوبات، فأشغل نفسك بما هو مفيد، وأحسن إدارة وقتك، وأنصحك أيضًا بالتواصل الاجتماعي، وبر الوالدين، هذه كلها إضافات علاجية مهمَّة، الدعاء، الذكر، الصلاة في وقتها، تلاوة القرآن، وأن تفكّر في المستقبل دائمًا بصورة إيجابية.
إذًا هذه هي العلاجات الرئيسية، وأنصحك ألَّا تتردد على الأطباء، ولا تتوهم المرض، الذي بك أمرٌ بسيط، الضغط لديك الحمد لله طبيعي جدًّا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم السبرالكس من الأدوية الممتازة لعلاج هذه الحالات أو المساعدة في علاجها بجانب التوجيهات الأخرى. الدواء مفيد جدًّا، لكن كان من المفترض أن تبدأ بجرعة نصف حبة – أي خمسة مليجرامات -، إذا كان الدواء قد أتعبك كثيرًا فخفض الجرعة إلى خمسة مليجرامات، تناولها لمدة أسبوعين، ثم اجعل الجرعة عشرة مليجرامات يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرامات يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
وأريدك أن تُدعم السبرالكس بدواء آخر يُسمَّى (ديناكسيت)، أعتقد أنه موجود لديكم في فلسطين، تناوله بجرعة حبة واحدة يوميًا في الصباح لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله. هو دواء داعم ومفيد جدًّا أيضًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.