كيف أتعامل مع الناس بعد 3 سنوات من الوحدة؟
2020-07-08 03:49:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
شكرا لكم على هذا الموقع الرائع، وأرجو من الله أن يوفقكم لما يحب ويرضى.
مشكلتي بدأت منذ 2017، كنت أعاني من الوسواس القهري والاكتئاب، وكنت أعاني من الوحدة، فذهبت إلى إحدى الجهات التعليمية في بلدي، وتعلمت إدارة أعمال وريادة أعمال، وحصلت على شهادة معتمدة، ولكن رغم هذا كنت ما زلت أعاني من الاكتئاب، أحببت هذا المجال جدا، وشعرت أني خلقت لهذا المجال وهو أيضا شغفي وأستيقظ كل يوم من أجل أن يكون عندي مشاريعي الخاصة بي، وعندي أفكار كثيرة، ولكن في نفس الوقت لا أستطيع أن أفعل شيئا من أجل هذا الحلم.
لا أستطيع نهائيا أن أفتح حوارا مع شخص، مع أن فن الحوار من أهم سمات رواد الأعمال، جلست في البيت 3 سنوات لا أفعل شيئا تقريبا أهملت صلاتي، وعلاقتي بربي، ولكني قرأت كتبا كثيرة في مجالات متعددة، وكل يوم ألوم نفسي، ماذا أفعل بنفسي؟ لماذا أخاف من الحياة، ومن الناس؟ ذهبت إلى طبيب نفسي بناء علي طلب أمي؟ وأعطتني أدوية لمدة ثلاثة أشهر أخذت الأدوية لمدة 20 يوما، أصبحت إنسانا جديدا تلاشى مني الخوف، وخرجت إلى الحياة بفضل الله، وذهبت إلى أصدقائي إلى أول مرة، ولكن للأسف لم أستطع أن أتعامل مع الناس، هذا ملخص عن حياتي.
سؤالي هو:
1- هل الله سيحاسبني على هذه السنوات الثلاث الذي لم أفعل فيها شيئا؟
2- كيف أتعامل مع الناس، ويكون لدي علاقات مثل أي شخص عادي؟
3- عمري 21 سنة الآن، هل عمري ضاع؟ وهل يمكن أن أكون من أصحاب المشاريع؟
4- حاليا لا أعمل بسبب ظروفي الذي لا أحد يعلمها، ماذا أرد على الناس عندما يسألونني ماذا تعمل؟
5- كيف أعد خطة ناجحة لحياتي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
قبل الدخول في الإجابة على استشارتك أود أن أذكركم بضرورة المحافظة على أداء الصلاة في وقتها، فإن من ثمار أداء الصلاة أنها تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر كما قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) وهي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة وتركك لها في الفترة الماضية خطأ، ويجب أن تستغفر الله علة ذلك وأن تتوب .
أوصيك بتقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فإن قوة الإيمان توجد في النفس حاجزا تمنع صاحبها من الوقوع في المعاصي، كما أنه بالإيمان والعمل الصالح تستجلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
الأعمال التجارية تحتاج إلى رأس مال وتحتاج إلى تجربة وممارسة، والتجربة والممارسة تكون ابتداء بالعمل عند أصحاب الأعمال التي تريد أن تمارسها لفترة، ومن ثم يمكن أن تكسب ثقة التجار الكبار الذين يمكن أن يدعموك في الجانب الذي تحبه، فيداينونك فتبدأ بالتحرك في التجارة فإن الأمنية غير والممارسة شيء آخر.
الحوار فن مستقل تحتاج أن تحضر بعض الدورات فيه، وتمارس ذلك ممارسة عملية، وألا تكتفي بالتنظير، فإنه لا يمكن أن يفيد ما لم تمارس ذلك عمليا.
بما أنك استفدت من العلاج الذي أعطاك الطبيب، فهذا يعني أنك بحاجة للاستمرار في تناول الدواء ولا تقطعه إلا بإذن من الطبيب.
قولك: (هل سيحاسبني الله على هذه السنوات الثلاث التي لم أفعل فيها شيئا؟) أما بالنسبة للأعمال الدنيوية، فلن تحاسب على ذلك؛ لأن غاية حكمها الإباحة، وخاصة أنك مريض، لكنك محاسب على ترك الصلاة، والواجب التوبة النصوح والإكثار من النوافل والتوبة تمح ما قبلها.
قول: (كيف أتعامل مع الناس ويكون لدي علاقات مثل أي شخص عادي؟ هذه المسألة تحتاج منك إلى جرأة في مخالطة الناس، وأن يكون لك رفقة صالحة تأخذ وتعطي معهم، مع زيارة الطبيب النفسي فيبدو لي أن عندك رهابا اجتماعيا يمنعك من الاختلاط بالناس، وتأخذ العلاج بالطريقة التي سيوجهك لها ولا تقطعه، ولا تنقص الجرعة إلا بإذن منه.
ما زلت شابا ولم يذهب عمرك، والحمد لله ولكن يجب عليك أن تبدأ بأخذ العلاج، ومشاريعك ستأتي حين تتعافى من الرهاب بإذن الله تعالى طالما وعندك طموح، ويمكن حينها أن ندلك على طريق البدء في المشاريع التي ترغب فيها.
لا تفكر في أي مشروع في هذه المرحلة، وعليك التركيز على مسألة أداء العبادات والبدء في العلاج بكل جدية، وموضوع العمل سيأتي وقته بإذن الله.
أكثر من تلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة، فذلك سيجلب الطمأنينة لقلبك وسيعينك على اجتياز ما أنت فيه.
اخرج لأداء الصلاة مع المسلمين في المسجد، وتعرف على الصالحين، واحضر حلقات القرآن والعلم إن وجدت، فهذا سيعينك على كسر الحاجز الواهي الذي بينك وبين الناس.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.