والدي يشكو من الرعشة مجهولة المصدر والدوالي، فما علاجه؟
2020-07-18 21:35:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الوالد -بارك الله فيه- يبلغ من العمر 66 عاما، ويعاني من الرعشة الحركية عند حركة اليدين فقط، عند الأكل والشرب والكتابة يواجه رعشة قوية منذ فترة زمنية طويلة.
علما أن والده ووالدته -رحمهم الله- كانوا يعانون من نفس المشكلة، قام والدي بإجراء العديد من الكشوفات حتى تعب ومل من ذلك، وزادت حالته مؤخرا وصار يشعر بالحرج عند تناول الطعام والشراب، وقد امتنع عن الكتابة.
أجرى الوالد رسما للقلب منذ يومين، والدكتور أخبره بعدم وجود أي مشكلة، وظائف القلب منتظمة وكتب له مجموعة فيتامينات، والوالد كان يعمل مدرسا ويعاني من دوالي الساقين.
من خلال بحثي توصلت لعلاج إنديرال، ولا أعلم هل هو مناسب لحالة والدي، أم أن هناك علاجا أفضل منه للرعشة؟ وما هي الجرعة المناسبة؟ وما علاج دوالي الساقين؟ علما أن إحداهما في المرحلة 4 والأخرى في المرحلة 3.
آسف على الإطالة، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لوالدك العافية والشفاء.
في مثل عمر والدك الرعشة عند حركة اليدين لابد أن نتأكد أنها لا علاقة لها بمتلازمة (باركنسون)، أو ما يُعرف بـ (الشلل الرعاشي).
نعم أنا أدرك أن طبيعة الرعشة الحركية التي يعاني منها والدك –ومن خلال وصفك- لا تنطبق على الشلل الرعاشي، لكن قطعًا التأكد مطلوب ومهم، وأعراض الشلل الرعاشي الأخرى هي طبعًا بُطء الحركة والتيبُّس العضلي، وأعراض أخرى مصاحبة.
أنا أعتقد أن والدك لو عُرض على طبيب متخصص في أمراض الأعصاب هذا سوف يكون أفضل، لمجرد الاطمئنان فقط وليس أكثر من ذلك، أعرفُ أن هذه الرعشات الأسرية تلعب فيها الجوانب الوراثية دورًا، كما أن الرعشة المجهولة المصدر كما أسميتها، أو ما تُسمَّى بالرعشة الضرورية –أي التي تحدث في عمرٍ مُعيَّن ولا يكون لها أي دلائل مرضية-، وهي ظاهرة معروفة.
الرعشة أيًّا كان سببها القلق قد يزيدها، لذا يجب أن نضمن أن الوالد ليس قلقًا بقدر المستطاع، يجب أن يتجنب الغضب بقدر المستطاع، هذا مهمٌّ جدًّا، ويجب أيضًا أن يقوم ببعض التمارين الرياضية، كتمارين إحماء العضلات مثلاً، هذه قد تُساعده في هذا الأمر.
أرجو ألَّا يتجنب الكتابة بقدر المستطاع، لأن الإنسان حين يُصاب بهذه الرعشات قد يُصاب بشيء من المخاوف ويبدأ في تجنب الأنشطة التي كان يقوم بها، ومنها الكتابة.
بالنسبة للأدوية: ما دام القلبُ سليمًا فإن عقار إندرال قطعًا سيكون علاجًا جيدًا، يبدأ بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً، وبعد أسبوعين إلى ثلاثة يمكن تُرفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا صباحًا ومساءً.
يُضاف إلى الإندرال عقار (بنزكسول Benzhexol)، والذي يُسمَّى (آرتين Artane)، يمكن أيضًا أن يُجرب بجرعة اثنين مليجرام صباحًا، إذا أدى أي نتيجة أو انتفع منه الوالد فهذا أمرٌ جيد.
أنا أيضًا كثيرًا ما أنصح أن يتناول الإنسان دواء من مضادات القلق، بجرعة صغيرة، قد يكون جيدًا جدًّا بالنسبة للوالد، مثلاً: الـ (سبرالكس Cipralex)، والذي يعرف باسم (استالوبرام Escitalopram)، بجرعة صغيرة جدًّا، نصف حبة أي خمسة مليجرام يوميًا؛ أيضًا ربما يكون ذو فائدة كبيرة بالنسبة للوالد.
هذه إذًا –أخي الكريم– هي التوجيهات العلاجية الإرشادية فيما يتعلق بعلاج الوالد -حفظه الله-.
بالنسبة لدوالي الساقين: قطعًا إذا عرضته على طبيب جرّاح متخصص في جراحة الأوعية الدموية سوف يعطيك الرأي السديد والرأي الصحيح في علاج الوالد.
توجد أدوية كثيرًا ما تُستعمل لعلاج دوالي الساقين في حالة أنها لم تكن جراحية، وأحد هذه الأدوية الدواء الذي يُعرف باسم (دافلون Daflon)، خمسمائة مليجرام، هذا الدواء يُعطى مرتين في اليوم، لكن قطعًا لا أنصح بتناوله دون نصيحة طبية. وأيضًا الأربطة التي تسند الأوردة في بعض الأحيان قد تفيد.
المهم إذا عرضت والدك على جرّاح متخصص في جراحة الأوعية الدموية سيكون هذا أمرًا جيدًا وممتازًا، وسيكون هو الرأي الصحيح والسليم، لأن الأمور الجراحية كالدوالي مثلاً لا يُحسم أمرها إلَّا من خلال الفحص والمشاهدة المباشرة من الجراح المختص.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك مرة أخرى على ثقتك في استشارات إسلام ويب.