أحببت فتاة والدها متعنت فكيف أقنعه بالزواج منها؟
2020-07-20 05:58:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أدعو الله أن يرفع عنا هذا البلاء، وأن ينصر ديننا وأمتنا، أما بعد:
كانت هناك فتاة تدرس عندي وأحببتها وهي كذلك، واستمرت علاقتي بها ثلاث سنوات، ثمً تدينت وانقطعت علاقتنا، لكنني أحبها كثيرا ومن أجل ذلك قطعت علاقتي بها، وذلك بعد إلحاح الفتاة وقولها (نتركها لله).
منذ أكثر من شهرين انقطعت العلاقة، أريد خطبها لكن والدها متعنت، وهي صغيرة، وأنا والله أريدها أن تكون زوجتي ولا أريد غيرها.
بعد انقطاع علاقتي بها - الحمد لله - تحسنت علاقتي بربي، وأنا أدعو الله أن يجعلها من نصيبي وأتزوج بها، وأتحرى كل مواضع الإجابة لهذا.
فضلا وليس أمرًا ادعوا لي أن تصبح من نصيبي، وأرجو منكم توجيهي.
وبارك الله فيكم ولكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضرار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في موقعك، نسأل الله تبارك وتعالى أن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يُعينك على طاعته، وهنيئًا لمن توقّف طاعةً لله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يُهيأ لكم ويجمع بينك وبينها بالحلال، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
لقد أحسنتم بقطع تلك العلاقة، وأحسنتْ عندما ألحَّت على قطع العلاقة وأن تترك الأمر لله تبارك وتعالى، ونؤكد على ضرورة أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى ممَّا حصل، والحسنات يُذهبن السيئات، بل التوبة النصوح والطاعة لله تبارك وتعالى من أسباب تيسير الخير على الإنسان.
ونتمنّى أيضًا أن تُكرر المحاولات مع والدها، وتجتهد في إدخال أصحاب الوجاهات، وأيضًا تجتهد في أن يكون هناك تواصل من قِبل والدتك وأخواتك - يعني محارمك من النساء -، حتى تجد مدخلاً إلى بيتهم وإلى دارهم، حتى تأتي البيوت بهذه الطريقة الصحيحة، من جانب النساء ومن جانب الرجال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.
نحن من جانبنا ندعو الله تبارك وتعالى أن يوفقك، وأن يجمع بينك وبينها على الخير، ونؤكد أن ما حصل من العلاقة التي كان فيها تجاوز لا يمنع من حصول الحلال، وخير مَن يُعينك على الحلال مَن كان يومًا مُشاركًا لك في بعض المخالفات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتوب على الجميع.
أكرر دعوتنا لك بتكرار المحاولات، والتوجُّه إلى رب الأرض والسموات، ونحن بدورنا نسأل الله أن يُقدّر لك هذه الفتاة إن كان في ذلك الخير لك ولها، ونؤكد أن الإلحاح من الرجل، وإدخال الوساطات، وتكرار المحاولات ممَّا يفتح الله به الأبواب، وأحسن من قال: "ولابد لمُكثر الطرق للأبواب أن يَلِجَ"، فعليك أن تجتهد وتحاول وتسلك السبل الصحيحة، ومنها أيضًا التعرُّف على محارمها من الرجال، وعرض نفسك عليهم، حتى يكونوا عونًا لك على والدها، وحتى تفوز بها.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير، وأن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.
وهذه وصيتنا لك ولأنفسنا بتقوى الله تبارك وتعالى، ثم بضرورة الابتعاد عن التواصل مع أي فتاة إلَّا عبر المجيء للبيوت من أبوابها، فإن البداية الصحيحة ممَّا يُعين الإنسان على بلوغ الخير، وعلى التصحيح وعلى النجاح في حياته، والأهم من ذلك أن هذا هو المدخل الذي يرضاه الله تبارك وتعالى لنا، عندما نفكّر في بناء الأسرة أن تكون أوّل الخطوات هي مخاطبة أهل الفتاة، والتواصل مع محارمها قبل حصول أي علاقة، واعلم أن أي علاقة خارج الأُطر الشرعية خصم على سعادتنا الأسرية المستقبلية، إلَّا أن نتوب ونرجع إلى الله تعالى، ونسأل الله أن يتوب علينا لنتوب.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.