كيف أحمي ابني من مساوئ الأجهزة اللوحية وأحثه على الخير؟
2020-07-22 05:16:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ابني عمره 12 سنة يطلب مني أن أشتري له هاتفا أو جهازا لوحيًا ليلعب به لعبة (فري فاير)، ومشاهدة مشاهير لا يقدمون أي فائدة ويصر على ذلك، ويبكي ويشعر بأني أحرمه من كل شيء، ويقارن نفسه بأبناء أخواتي، وأن من هم أصغر منه يمتلكون أجهزة.
للعلم أنا أعطيه التابلت الخاص بي كي يلعب به لمدة ساعة واحدة ولكن من غير أن أوصله بالإنترنت، لا أريدة أن يلعب لعبة (فري فاير)، ناقشته كثيرا وقلت له: أنا أبحث عن مصلحتك، وهذه الألعاب مضيعة للوقت، وتعلم العنف، وهو يجادل أن الجميع يلعبونها، ووعدني إن أشتريت له جهازا سيسمع الكلام ويكف عن ضرب إخوته، وسيلتزم بصلاته، ولكني غير مقتنعه أبدا، ولا أريده أن يدمن على هذه الأجهزة والألعاب غير المفيدة.
حاولت أن أشغل وقته بالمفيد ولكنه دائما يرفض ويستهزىء عندما أقول له: تعال نقرأ كتابا مع بعض، أو نجلس سويا نتحدث مع بعض، أو نلعب ألعابا تقليدية، ودائما كلمة ملل على لسانه، لا يتركها، ومقارنة نفسه بأولاد خالاته وأخواله، وكيف هم يستمتعون وأنا أحرمه من كل شيء.
كثير الجدال، لا يمل من الإلحاح وإشعاري بأني أحرمه مما يحبه، كيف أتصرف معه، لا أريد أن يشعر بأنه أقل عن الآخرين، وغير مقتنعة بأن أوفر له جهازا دون رقابة يبقى معه طوال اليوم ويلعب به ما يريد ووقتما يشاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – أختنا الفاضلة في موقعك – وزادك الله حرصًا وخيرًا، وأقرَّ أعينُنا جميعًا بصلاح الأبناء والبنات، ونسأل الله أن يهدينا جميعًا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يُلهمنا جميعًا السداد والرشاد، وأن يُحقق لنا في طاعته السعادة والآمال.
لا شك أن هذا الخوف الحاصل منك في مكانه، ونسأل الله تعالى أن يُصلح لنا ولكم النية والذريّة، وأن يعينك على إقناع ابننا إلى ما فيه الخير، ونؤكد أن صعوبة الوضع تنطلق من وجود هذه الأجهزة بين أيدي جميع الأطفال، ولذلك أرجو أن تحرصي على تقوية الناحية الإيمانية، وتحبّبيه في الخير، وتحرصين على تبصيره بمواطن الشر، فنحن في زمانٍ نحتاج أن نُعلِّم أبنائنا مواطن الشر من أجل أن يحذروها، ومن أجل أن يتفادوا هذه الأشياء، كما قال حذيفة: (كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنتُ أسألُه عن الشر مخافة أن يُدركني)، والشر يتقّحم علينا بيوتنا وحياتنا، واللعبة المذكورة والمشاهير الذين يُتابعهم الأبناء والبنات من ورائهم مصائب وشرور كثيرة، بل إن هذه الأبواب قد تنفتح إلى أبواب وإلى جوانب تُهدّد العقائد والقيم والمبادئ والأخلاق، وتضرُّ بالصحة، وتقطع التواصل الاجتماعي، وتعوق أبنائنا من النجاح والإبداع، فنحن أمام تحدِّ كبير، وتحدّ خطير جدًّا.
ونتمنى أن تستمري في إقناعه وفي تحفيزه وفي شغله بالأشياء المهمّة والمهام العملية ومشاركته في اللعب، وأخذه معكم أو مع الأب إلى مواطن الخير، ومطالبته بأن يقوم ببعض المهام، لأن هذه الأشياء الإيجابية تشغله عن مثل هذه الأشياء السلبية، ثم إذا قررتم بعد ذلك أن تفتحوا له في هذا الميدان – كما تفعلين – من خلال جوالك فأرجو أن تكون هذه المسائل مُقنّنة في أوقاتها وفي المحتوى الذي يُشاهده، وفي كون الرقم السري معروفا بالنسبة لديكم، ودائمًا نحن في مثل هذه الاستشارات نتحدث عن وصية الأم الأمريكية لابنها أو معاهدة الأم الأمريكية لابنها، عندما اشترت له جوالا كان من أول الشروط أن يكون الرقم السري معروفا لوالديه، والشرط الثاني: ألَّا يستخدم هذا الجوال في وقت الدراسة، والشرط الثالث: أن يُغلق الجوال الساعة السابعة مساءً، ويُفتح الساعة السابعة صباحًا، ولا يُحمله إلى المدرسة، وفي أيام العطلات يُغلق عند التاسعة.
المهم تكون هناك اتفاقية أوضح من الشمس في ضحاها، ويكون استخدامُه لهذه البرامج؛ والأفضل أن يستخدمها من خلال جوال أحد والديه، طالما أنتم بدأتم هذا البرنامج، والأفضل أن يكون استخدامه عن طريق هذه الجوالات المتاحة والخاصة بكم كوالدين، ولا أؤيد تمليكه هذا الجهاز رغم إلحاحه في هذه الفترة إلَّا بعد أن نكوّن عنده قناعة تمنعه من هذا الشر، ونؤكد أن الشر موجود، بل الشر يُزاحم ويتقّحم على هؤلاء الأبناء والبنات الخصوصيات.
ونسأل الله تعالى أن يُنجينا وأبنائنا من هذه الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونسأل الله أن يعينه على الخير، وأن يقرَّ أعيننا وأعينكم بصلاح الأبناء والبنات، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.
والله الموفق.