ما الفرق بين علاج كويتابكس وعلاج ميرتيماش؟
2020-08-17 05:24:47 | إسلام ويب
السؤال:
الدكتور الفاضل / محمد عبد العليم
في البداية شكري وتقديري لكل من يعمل في هذا الموقع المفيد، وأسأل الله أن يجزيكم خيراً عن عملكم.
في العام 2013 أصبت باضطراب وقلة النوم، وكان مصاحباً لوفاة جدتي -رحمها الله- وذهبت إلى طبيب نفسي كتب لي حبة سيروكسات cr 25، بالإضافة إلى نصف حبة ميرتيماش (جرعة 15 مجم).
والحمد لله تحسن النوم وتوقفت عن الميرتيماش بطلب من الطبيب بعد مرور 3 أشهر من بداية أخذه، وقد أرشدتموني وقتها في جوابكم على استشاراتي إلى طريقة التوقف عنه.
سافرت بعدها إلى الخارج للعمل وانقطعت عن التواصل مع الطبيب لمدة 7 سنوات، لكني لم أتوقف عن السيروكسات، حتى عدت إلى بلدي بعد أن أنهيت عملي بالخارج ونويت أن أذهب إلى طبيبي وانشغلت بالعمل إلى أن أتى لي قلق واضطراب في النوم لمدة ليلة واحدة فقط.
في صباح اليوم التالي قررت شراء ميرتيماش وأخذت نصف حبة بمقدار 15 مجم، وفي ثاني يوم قلت حان وقت الذهاب لاستشارة طبيبي بعد هذه المدة الطويلة، طمأنني طبيبي بعد سؤالي له عن هذه المدة الطويلة من استعمال سيروكسات cr 25، قال لي لا داعي للقلق خاصةً إذا كنت في حاجة.
وبالنسبة لسؤالي له عن قلق النوم الذي حدث لي، وأنني استخدمت نصف حبة ميرتيماش لمدة خمسة أيام قبل أن آتي له، سألني: ونمت جيدا؟ أجبت أنني بالفعل نمت، وهناك تحسن في النوم لكنه نوم غير مشبع أو ليس كالنوم الطبيعي، قال لي: طيب، نأخذ علاجا آخر يحسن النوم، وكتب لي كويتابكس 25 مجم.
رأيكم وتقييمك لحالتي؟ وما الفرق بين الدواء الجديد وميرتيماش؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
الإجابة الواضحة والمختصرة هي أن عقار (كويتابكس quitapex) والذي يُسمَّى (كويتيابين Quetiapine) من الأدوية الممتازة جدًّا، بجرعات صغيرة يُحسِّنُ النوم بدرجة ممتازة، كما أنه يُحسِّنُ المزاج نسبيًّا ويزيل القلق.
إذًا ما قام به الطبيب هو إجراء صحيح جدًّا، وأنا أقول لك أيضًا أن الكويتيابين بفضلٍ من الله تعالى دواء غير إدماني، عيبه الوحيد أنه ربما يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام.
فقرار الطبيب قرار سليم وممتاز جدًّا، وأنت سوف تتناول الكويتيابين زائد الـ (ميرتازابين Mirtazapine)، وكلا الدواءين من الأدوية الممتازة والمفضلة لعلاج الأرق.
لكن – يا أخي – لا بد أن تعتمد على الآليات العلاجية غير الدوائية، لا بد أن تمارس الرياضة، لا بد أن تكون شخصًا منفتحًا، لا تحتقن حتى لا يتكوّن لديك القلق، أحسن إدارة وقتك، لا تتناول الشاي ولا القهوة بعد الساعة السادسة مساءً، احرص على أذكار النوم، تجنب النوم النهاري، الرياضة باستمرار، تمارين الاسترخاء، التواصل الاجتماعي، الصلاة مع الجماعة، بناء نسيج اجتماعي ممتاز، الإبداع في العمل ومحبة عملك وتطوير نفسك في هذا السياق، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل... إلخ، هذه كلها آليات علاجية مطلوبة، وأنا دائمًا أحاول أن أنظر للصحة النفسية عند الإنسان بكمالياتها وكُلِّياتها، ليست فقط النظر إلى موضوع النوم أو شيء من هذا القبيل، لا، النوم حين يضطرب هذا نتاج عن اضطراب في الصحة النفسية بصفة عامة، وقد يكون السبب القلق أو التوترات أو شيء من عسر المزاج، ولذا نحن دائمًا ندعو الناس أن يُحفِّزوا أنفسهم، وأن يكونوا إيجابيين في أفكارهم ومشاعرهم وأفعالهم، حتى يرتقوا بصحتهم النفسية.
أخي الكريم: إضافة بسيطة حول الفرق بين الدواء الجديد والـ (ميرتيماش Mirtimash) : الميرتيماش وهو الـ (ميرتازابين) في الأساس هو مضاد للاكتئاب، ويُحسّن النوم كثيرًا بجرعات صغيرة. أمَّا الدواء الجديد وهو الـ (كويتابكس) والذي يُسمَّى (الكويتيابين) فهو دواء أصلاً مضاد للذهان وللأمراض العقلية، لكن بجرعات صغيرة مثل خمسة وعشرين مليجراما – حتى مائة مليجرام – يُحسِّنُ النوم جدًّا، ويُزيل القلق، وهو سليم، الجرعات المضادة للذهان هي الجرعات العالية، ثلاثمائة مليجرام وما فوق.
فإذًا الدواءان ينتميان لمجموعتين مختلفتين من الأدوية، ويتم استعمالهما لأمراض مختلفة، لكن في نهاية الأمر هي أدوية سليمة، وأدوية صحيحة، وما نصحك به الطبيب أنا أُقِرُّه تمامًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.