بعد وفاة عمي أصبحت أسمع أصواتا غريبة مع شعور بالاختناق!

2020-08-24 03:18:51 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم الله خيرا.

توفي عمي الأسبوع الماضي، كان في صحة جيدة، ولكنه أصيب بوعكة صحية وبائية، تفاجأت كثيرا، كان معنا من أطيب خلق الله، من أهل القرآن ومن العلماء، منذ وفاته وأنا أسمع أصواتا غير موجودة في البيت، أنا الوحيدة التي أسمعها وأخاف كثيرا، أسمع كأن الناس يصرخون، ولم أعد أستطيع الأكل.

انخفض وزني كثيرا ولم أعد أستطيع النوم، ذهبت البارحة لطبيب الرئة، وقال لي أنها سليمة، ولكن أنا أحس أني لا أستطيع التنفس، وأحس بالاختناق منذ رمضان، وذهبت مسبقا لطبيب القلب، فقال لي أن النتائج سليمة، والآن أفكر ربما أنا مريضة بفيروس كورونا، لهذا أحس بعدم التنفس جيدا.

استشرتكم مسبقا -جزاكم الله خيرا- بأني أعاني من نوبة الهلع، وأحس كل يوم أني سوف أختنق وأموت منذ رمضان، والآن لا أخرج من البيت؛ لأن عائلتي مرضت بفيروس كورونا، وكانت صدمة بالنسبة لي، والامتحانات عندي الأسبوع المقبل، لكني أحس بالفشل؛ لأن كلما جلست أراجع أحس كأني سوف أختنق وأموت.

أنا أسكن في جبل عندما أذهب للجامعة اكون بعيدة عن عائلتي، وخائفة جدا، فكيف أذهب الأسبوع المقبل؟ وأنا هكذا أصبحت لا أنام، وأكره الظلام والليل، أريد أن يبقي الضوء طوال الليل.

أصبحت حياتي جحيما، كل يوم أتسبب في حزن عائلتي بكلامي، أنا أختنق لا أتنفس جيدا، سوف أموت، لا أستطيع النوم، أسمع أصواتا غريبة، وأحس بالفشل، ولم أعد أستطيع القيام بشيء.

أحتاج نصائحكم كثيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بشرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرًا، ونرحب بك في الشبكة الإسلامية.

لديك استشارة قبل ثلاثة أشهر ونصف، ورقمها (2430447) أجاب عليها الدكتور عبد العزيز أحمد عمر، وقد وجّه لك الإرشاد اللازم، وقطعًا من الواضح جدًّا أنه لديك قلق المخاوف، يظهر أن شخصيتك لديها قابلية كبيرة لهذه العلَّة، وقطعًا ما حدث من أحداث حياتية كبيرة جدًّا في حياتك، ويأتي على رأسها وفاة عمِّك – عليه رحمة الله، نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة وأن يكون من أصحاب اليمين في جنات النعيم -.

حدث لك نوع من التماهي – أي التطابق في الأعراض – مع ما كان يعاني منه عمِّك – عليه رحمة الله تعالى – وطبعًا جائحة الكرونا أدت إلى بروز وظهور بيئة مرضية تمامًا أضرَّتْ بكثير من الناس، لكن هذه الجائحة عامَّة، والإنسان يجب ألَّا ينظر إليها بشخصنة أبدًا، ويجب أن نتخذ التحوطات اللازمة، وعلينا بالدعاء، والله خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين، ولا شك في ذلك.

فإذًا أعراض الاختناق والخوف من الموت والتوترات: هذه كلها ناتجة من قلق المخاوف ذو الطابع الوسواسي.

أنا أنصحك بالتركيز على تمارين الاسترخاء، فيجب أن تمارسيها بكثافة، افتحي أي برنامج على اليوتيوب يوضح كيفية تطبيق هذه التمارين، وأنا أرى أنها سوف تكون مفيدة جدًّا لك.

الأستاذ الدكتور عبد العزيز وصف لك عقار (سبرالكس) وهو من أفضل الأدوية، ومن المفترض أن تكوني منتظمة عليه الآن، لأنه قد وصفه لك لمدة ستة أشهر، فأرجو أن تحافظي على نفس الجرعة التي وصفها لك الدكتور عبد العزيز، وأريدك الآن أن تتناولي دواء إسعافيا يُسمَّى (ألبرازولام)، هذا دواء رائع جدًّا، يُجهض نوبات الهرع والفزع، لكن يجب أن نستعمله بحذر، وليس لمدة طويلة، لأن بعض الناس قد يتعوّدون عليه.

أرجو أن تتناولي الألبرازولام بجرعة ربع مليجرام صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أيام، ثم ربع مليجرام ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم ربع مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة ستة أيام، ثم تتوقفي عن تناوله. هذا الدواء ربما يحتاج لوصفة طبية.

إذًا عليك بتغيير مفاهيمك، عليك بالمزيد من التوكل، وعليك بممارسة الرياضة والتمارين الاسترخائية، وعليك أن تدعي الله تعالى بالرحمة والمغفرة لعمّك ولجميع موتى المسلمين، وأن تكون ثقتك أقوى، حافظي على صلواتك، الدعاء، الأذكار، تلاوة القرآن، التفاعل الأسري الإيجابي، ويجب أن تتفهمي أن هذه الجائحة هي علّة عالمية، ونسأل الله تعالى أن يحفظنا ويحمينا منها، اجتهدي في دراستك، وإن شاء الله تعالى تكوني من المتميزين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net