ما هي طرق علاج الاكتئاب الشديد؟

2020-09-02 06:44:23 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أعاني من الاكتئاب منذ كان عمري 16 سنة، وتتكرر النوبات سنويا في هذا الوقت، تبدأ بالوسواس العدواني على شكل نوبات لمدة دقائق، لتجعلني ثاني يوم مكتئب جدا، لدرجة أني حاولت الانتحار في مرة، والإدمان مرة أخرى، وأقرأ الكثير من الاستشارات بحثا عن سبب حالتي.

وصفت لي الطبيبة دواء البيبامبيرون (pipamperon) الذي يستخدم في المصحات للعدوانية الشديدة، فبحثت ولم أجد له أي مقال، وقرأت أنه يستعمل في ألمانيا وبلجيكا بكثرة للأطفال العدوانيين، وهذا الدواء من عائلة الهالدول، وأريد معلومات عنه لو سمحتم.

أصبت بالشد العضلي في جسمي بعد استخدام السيروكويل والزيبركسا، وبعد البيبامبيرون أصبت بكثرة اللعاب وتحريك اللسان لاإراديا داخل الفم، أشعر أني فقدت قليلا من السيطرة على شفاهي، هل هذه أعراض الحركة المتأخرة؟ هل تذهب هذه الاعراض؟ لدي دواء البروسيكليدين، فكيف أستخدمه من حيث البدء والجرعة؟ أستعمل الفنلافاكسين والميرتازابين و الديازيبام وأحيانا الكلورازيبات، فهل يتعارض الكيمادرين مع أدويتي؟ هل يمكن استعماله مع الريسبيردال والزيبركسا والكويتابين والبيبامبيرون؟ ما هي الأدوية التي تستخدم في المصحات لتهدئة المكتئب؟ هل صحيح يتم ربط المرضى النفسيين؟ وهل إذا كان الاكتئاب شديدا يربطون المريض؟ هل يوجد مرضى اكتئاب يعيشون كل حياتهم في المصحات؟ هل البيبامبيرون من الأدوية القديمة؟

وشكرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على تواصلك معنا.
استشارتك هذه استشارة متشعبة وتحتوي على عدة محاور، نسأل الله أن يوفقنا في تغطية كل المحاور التي استفسرت عنها أخي الكريم.

دواء (بيبامبيرون pipamperon) هو فعلاً من فصيلة الـ (هالوبيريدول Haloperidol) وهو من مضادات الذهان التقليدية، وتمَّ اكتشافه بواسطة شركة (جونسون Johnson) في محاولتها لاكتشاف دواء مفعوله يكون مثل الهلوبيريدول، ولكن آثاره الجانبية تكون أقل، فاكتشفوا هذا الدواء، ووجدوا أن آثاره الجانبية مثل آثار الهلوبيريدول، واستمروا في أبحاثهم حتى وصلوا إلى الـ (ريسبيريدون Risperidone) وهو من مضادات الذهان الغير تقليدية.

فدواء (بيبامبيرون) إذًا من عائلة الهلوبيريدول، وأنا شخصيا لم أستخدمه على الإطلاق، وأظنُّ أنه لا يوجد في منطقة الشرق الأوسط – حسب ما أعلم – وطبعًا السبب الرئيسي في عدم انتشاره أنهم وجدوا أنه مثل الهلوبيريدول في آثاره الجانبية.

أمَّا السؤال الثاني وهو مهمٌّ جدًّا – أخي الكريم -: متلازمة الحركة المتأخرة التي تأتي بعد استعمال مضادات الذهان التقليدية، غالبًا تأتي بعد استعمال هذه المضادات لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وبالذات الهلوبريدول، وطبعًا تتميز بزيادة حركات غير إرادية في الفم واللسان واليدين.

أمَّا الآثار الجانبية لمضادات الذهان والتي تعرف بالآثار الجانبية شبيهة مرض الباركنسون؛ فهذه هي التي تستجيب لدواء الـ (بروسيكليدين Procyclidine).

أعراض الحركة المتأخرة لا تستجيب للـ (بروسيكليدين) وطبعًا كان يُقال في السابق أنه لا شفاء معه، ولكن اتضح الآن عندما يتم التوقف من مضاد الذهان الذي سبَّب هذه الاضطرابات في الحركة كثير من الناس بعد سنة أو سنتين قد تختفي هذه الحركات.

الـ (بروسيكليدين) كما ذكرتُ هو للأعراض الجانبية التي تشبه الشلل الرعاشي، وجرعته طبعًا عشرة مليجرامات يوميًا.

لا تعارض مع استعمال الـ (بروسيكليدين) والأدوية النفسية الأخرى، كما أنه لا تعارض بين الـ (كيمادرين) الذي هو الـ (بروسيكليدين) والأدوية التي تستعملها.

طبعًا الأدوية التي تستعمل في المصحات والمستشفيات تختلف لطبيعة المرض ولمصحة لأخرى، وعادة – أخي الكريم – مرضى الاكتئاب لا يحتاجون إلى تهدئة كثيرة، أحيانًا يكون عندهم حركة شديدة وقلق، وهذه عادة تُعطى لهم أدوية الـ (بنزوديازيبينات benzodiazepines) وهذه تُساعد على إيقاف الحركات الشديدة والتهدئة.

طبعًا لا مكان الآن لتقييد المرضى أو ربطهم في المصحات النفسية – أخي الكريم – كان هذا يُفعل في السابق في مراكز حجز المرضى النفسيين، ولكن الآن في المستشفيات الحديثة والمصحات الحديثة لا مجال لمرضى المرضى، الآن هناك أدوية فعّالة تُعالج الهياج والانفعالات الزائدة، وتساعد في تهدئة المرضى.

مرض الاكتئاب – أخي الكريم – مرض يستجيب للعلاج، وصاحبه في كثير من الأحيان يرجع لحالته الطبيعية، ويعيش في المجتمع بصورة طبيعية، ولا يعيش في المصحات النفسية كل عمره.

الـ (بيبامبيرون) كما ذكرتُ هو من مضادات الذهان التقليدية القديمة.

وفقك الله وسدد خطاك.

www.islamweb.net