الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: لديك استشارة أجبتُ عليها بتاريخ 21/7/2020، رقم الاستشارة (
2438952)، وكانت أعراضك مختلفة بعض الشيء، ولديك استشارات أخرى، وأنا في تلك الاستشارة نصحتك بأن تتناول عقار (دوجماتيل/سلبرايد) لأنه مفيد جدًّا للأعراض النفسوجسدية.
بالنسبة لموضوع الضيقة: أنا أعتقد أنك تحتاج أن تركز كثيرًا على تمارين استرخائية، تمارين التنفس المتدرّجة مفيدة جدًّا. كثيرًا ما يُسبب القلق والتوتر النفسي الداخلي وما وصفته بالضيقة يُسبِّب هذا الشعور كأنّ هنالك كتمة أو ضيق في النفس أو ثقل في الصدر، وتمارين الاسترخاء مفيدة جدًّا، فأرجو أن تطلع على الإنترنت عن طريق اليوتيوب لتتدرب على تمارين الاسترخاء، هنالك برامج كثيرة جدًّا في هذا السياق. كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها: (
2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق التمارين التي أوضحناها فيها.
بالنسبة لموضوع الهزة: أنت قمت بكل الإجراءات الفحصية وذُكر لك أنه لا توجد علّة عضوية، هذا أمرٌ محفّز ومُشجّع جدًّا. لا أعرف إن كان السبب هو الأدوية، هذا لا يمكنني تأكيده أو نفيه. أنا أعتقد أنك محتاج أن تذهب إلى طبيب أعصاب وليس طبيبًا نفسيًّا، دع طبيب الأعصاب يقوم بفحصك، وخذ معك كل الفحوصات التي أجريتها، وأنا أعتقد أن الطبيب المختص في الأعصاب يستطيع أن يفيدك أكثر، هنالك أنواع من الرعاش أو من الهزّات ليس من الضروري أن يكون سببها عضويًا أبدًا، ولا سببها نفسيًا، تُشخّص تحت مجموعة هزّات أو ارتجافات أو ارتعاشات ليس لها سبب.
فيا أخي: اذهب إلى طبيب الأعصاب، وفي ذات الوقت أنا متأكد أن تمارين الاسترخاء سوف تفيدك، وممارسة الرياضة أيضًا سوف تفيدك، رياضة المشي على وجه الخصوص مفيدة جدًّا، وأنت صغير في السّن، وفي بدايات سِنِّ الشباب، فلا بد أن تبحث عن عمل، لأن عدم العمل يُسبِّب الضجر، يُسبِّب الملل، يُسبِّب الضيق، الإنسان لا يشعر بكينونته وقيمته، ولا يستطيع أن يعكس مهاراته، ويكون دائمًا تحت الفراغ الزمني والفراغ الذهني، وهذا يُسبب مشكلة كبيرة جدًّا.
فيا أخي الكريم: ابحث عن عمل، أي عمل، هذا مهم. احرص أيضًا على صلواتك في وقتها، وعليك بالدعاء، وتلاوة القرآن، والحرص على الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – كوّن صداقات مع الصالحين من الشباب. لا بد أن تخرج نفسك من هذه الضيقة ومن هذه التوترات وهذه الأعراض النفسوجسدية من خلال التفاعل الاجتماعي الإيجابي.
الدواء لا يُعالج كل شيء، بل وجدنا أن كثير من الناس حتى بدون أدوية يمكنهم أن يؤهّلوا أنفسهم ويعيشون حياة طيبة جدًّا من خلال التفاعلات الاجتماعية وممارسة الرياضة والقيام بالواجبات الاجتماعية والعبادة والقراءة والاطلاع والعمل، هذه كلها فيها خير كثير جدًّا، وأنا أوصيك بالالتزام بهذا النمط.
واصل أيضًا مع طبيبك الذي وصف لك الأدوية النفسية التي ذكرتَها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.