أختي تؤذيني في ذكرها ما أكره، فكيف أتعامل معها؟
2020-08-31 06:22:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أختي قامت بالتعجب من بشرتي الشديدة البياض، وكانت تقولها وهي مشمئزة، فطلبت منها وتوسلتها أن لا تتكلم عن هذا الأمر؛ لأنه يؤذيني خصوصا أنني أصاب بوساوس بكل سهولة، ولكن تفاجأت بها تهاجمني وتحلف أنها ستكرر قولها؛ لأن الأمر بسيط ولا يستحق، وأنها لا تقصد أن تهينني، وسبتني واتهمتني أنني من يؤذيها، وهذا الأمر جرحني بشدة خصوصا أنني أظهرت ضعفي لها وليست المرة الأولى، في كل مرة أسألها أن لا تذكر ما أكرهه تتحداني وتوعدني أنها ستكررها رغما عني، فما قول الشرع في هذا؟ وهل أنا مخطئة في سؤالي لها أن تتوقف؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zoukhat حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كل التحايا لك عزيزتي.
عزيزتي: أرى الخير فيك من خلال خوفك على ما وصلت إليه العلاقة بينك وبين أختك، وأنك تعيشين في قلق وتوتر دائم، ولا ترضين على نفسك أن تعامليها بالمثل، وأنا أقدر وأشعر بك وما تمرين به من ألم بسبب أن أختك تتمنى لك الأذية وتفرح عند حدوث ذلك، ولكني أريد أن أطرح عليك بعض الأسئلة لعلك تجدين الإجابة والحل: هل هي تعاملك هكذا منذ الصغر، أم حصلت أمور أو مشكلة عائلية تسببت لها بالشعور بالظلم من قبل أحد والديك؟ هل أنت أجمل منها وأكثر علمًا؟ لم تخبرينا عن سبب الكره وحب الأذية لك، لعلك أنت أخطأت بحقها عن غير قصد، أو فعلت شيئًا ولا تذكرينه. راجعي نفسك، وتذكري ماذا حصل؛ لأن معرفة السبب حل لنصف المشكلة، وهذا على سبيل المثال.
أنصحك -بنيتي- أن لا تحملي نفسك أكثر من طاقتها، والجئي إلى أخواتك أو إخوانك ليتدخلوا بطريقة غير مباشرة لمعرفة الأسباب التي أدت بأختك إلى أن تعاملك هكذا، أو اقتربي من أمك واشكي لها همك، وأنك منزعجة من معاملة أختك، وأنك تحبينها وتتمنين لها الخير، وأنه سوف يأتي يوم وكل واحدة منكما سوف تتزوج وتكون لها حياتها الخاصة، ولا يبقى بينكما سوى الذكريات، فلتكن ذكريات طيبة، وخيركم من عامل أهله بالحسنى.
اعلمي أن تحملك ما يصدر من أختك يدل على أخلاقك العالية، فهي بحاجة إلى الشفقة، وأن تدعي لها أن تتخلص من هذه الأفكار السلبية، واعملي بقول الله العزيز الجبار: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"، واعلمي إنّ الغيرة قد تلاحق الأخوات حتى وإنّ كان بينهن علاقة حب واحترام.
من حقك أن تضعي حداً لهذه الاستفزازات وأنّ تكون قوية ولا تظهري ضعفك أمامها أبداً، وتجاهلي انتقاداتها، وافرضي شخصيتك، وقللي من النقاش معها لتشعر بخطئها.
أسأل الله أن يجمع قلبك وقلب أختك على ما في رضاه، وأن يبدل ما بينكما إلى محبة صادقة والله ولي التوفيق.