تعبت جداً بعد ثاني نوبة هلع وصرت مهووساً بموضوع القلب.
2020-09-01 05:10:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا تعبت جداً بعد ثاني نوبة هلع "انقطاع نفس، دقات قلب سريعة، ألم بالصدر بالجهة اليسرى" انتهيت من علاج الهلع بعد استخدام السيرترالين في أمريكا، ولما رجعت بلدي تركته بعدها بشهر، وانتهيت من أعراض الانسحاب، وصارت تأتيني خفقانات بين فترات ودقات قلب سريعة بدون سبب.
عملت فحص دم وتخطيط قلب في أمريكا "سليم"، وعملت تخطيطين غيرهما وكانا سليمين، وواحداً أمس وهو سليم مع فحص الدم.
يأتيني ألم بالصدر اليسار، ويكون مرتبطاً مع اليد اليسرى، وعندي إحساس، بألم في الذراع من الظهر الأيسر، ويأتيني تنميل باليد اليسار حين أتصل بالجوال، وألم اليد من جهة الإبط "أعتقد" ويكون فوق الصدر الأيسر مائلاً لجهة الوسط من اليمين.
تعبت وأنا أفكر أنه القلب -لا قدر الله- فيه شيء، وقد عملت أشعة صدر وكان سليماً، الدكتور اكتشف أنه عندي زيادة في أحد إنزيمات الكبد في ثاني فحص لي بعد النوبة الثانية في "أمريكا".
سؤالي: كل الفحوصات المطلوبة سليمة، وما فحصت الكبد حين رجعت، ومن بعد أول نوبة هلع وأنا صابر وأوسوس كثيراً، وأخاف أنه -لا قدر الله- قلبي فيه شيء، وأنه ليس ألم صدر، خصوصاً أن الألم طال معي وصار له أكثر من (٥)شهور من أول نوبة هلع.
الألم ليس له وصف معين، يأتيني بتكرار، في يدي اليسرى ورجلي اليسرى بالأصبع الكبير، والذي بجانبه، وتنميل دائم، وأحس بكهرباء حين أمسك على سطح الرجل، وأحرك بأصبعي.
عملت MRI للرأس، وكان سليماً أيضاً، وأنا مدخن ولي مدة سنة تقريباً، ما مارست الرياضة بسبب ضغط الدراسة وكورونا، أتمنى أن تفيدوني وتطمئنوني، الله يسعدكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشاري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أتفق معك أن نوبات الهرع مُخيفة ومزعجة، وإن كانت ليست خطيرة أبدًا، وأسوأ ما في نوبات الهرع هو ما يتولَّد عنها ما نُسمّيه بالقلق التوقعي، يعني: الإنسان يظلُّ موسوسًا وقلقًا ويتوقع دائمًا ما هو سيء حيال صحته.
أنا أؤكد لك أن هذه الحالات بسيطة، وكل الذي تحتاجه هو أن تجعل نمط حياتك نمطًا إيجابيًا، تمارس الرياضة، وأنت متوقف عن الرياضة، وهذا خطأ، الرياضة تقوّي النفوس قبل أن تقوي الأجسام، وهي مفيدة جدًّا لعلاج الهرع والفزع، وكل التوترات النفسية.
أيضًا أنت محتاج أن تمارس تمارين الاسترخاء بكثافة ودقة واستمرارية، ويفضّل أن يُدربك عليها أحد الأخصائيين النفسيين، وأيضًا توجد برامج ممتازة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.
النقطة الثالثة هو: ألَّا تُكثر من التردد على الأطباء، أرجو أن تُوقف هذا التردد ومراجعة الأطباء بكثرة، لأن ذلك يزيد من التوهمات المرضية، طبعًا الشيء الصحيح هو أن يكون للإنسان طبيب كطبيب الأسرة، أو طبيب باطني تثق فيه، وتزوره مثلاً مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر من أجل إجراء الفحوصات العامة. هذه هي الطريقة الصحيحة.
نقطة أخرى مهمَّة، هي: أن تُحسن إدارة الوقت، وأن تشغل نفسك بما هو مفيد. الصلاة في وقتها تبعث الطمأنينة في النفس، وكذلك الأذكار، احرص عليها، ولا تنسى وردك القرآني اليومي. كن شخصًا متطلِّعًا نحو المستقبل، وضع لنفسك آمال وطموحات، وضع الآليات التي توصلك إليها، ولابد أن تسعى لأن تكون من المتميزين.
هذا - أيها الفاضل الكريم - هو الخط العلاجي التوجيهي السلوكي الذي أنصحك به.
هذا الألم الذي تعاني منه في الصدر وفي اليد وفي الرجل اليسرى هو ناتج من القلق، هو عرض نفسي جسدي وليس أكثر من ذلك، والإرشادات التي ذكرتها لك إن شاء الله تعالى سوف تساعد في زوال هذه الأعراض.
فحص الكبد فحص بسيط جدًّا، ويمكن أن تقوم به كفحص روتيني، ولا تنزعج، ربما يكون ارتفاع الأنزيم الذي حدث لك نتيجة لتناولك للأدوية فيما مضى.
سيكون أيضًا من الجميل والجيد أن تتوقف عن التدخين، لأن النيكوتين يُثير القلق والتوترات الداخلية، وذلك بجانب الأضرار الجسيمة الأخرى التي يُسبِّبها التدخين على الصحة.
بصفة عامة: أنت لابد لك أن ترتقي بمنهجك في الحياة وتجعله منهجًا صحيًّا سليمًا.
تناول دواء مثل (سبرالكس) والذي يُسمَّى علميًا (استالوبرام) سيكون مفيدًا جدًّا لك، لأنه مضاد للهرع والتوترات ونوبات الفزع، والجرعة هي: أن تبدأ بنصف حبة - أي خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول السبرالكس.
قطعًا إن ذهبت إلى طبيب نفسي أيضًا هذا سوف يُدعم الآليات العلاجية الإيجابية لديك، والحالة بسيطة، وإن شاء الله تعالى لو اتبعت ما ذكرته لك سوف تتحسّن تدريجيًا، إلى أن تصل نقطة الشفاء من ذلك بإذن الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.