هل أظل آثمة بعد أن اعتذرت لزوجي؟
2020-09-08 03:13:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
إخوتي: أنا عندي مشكلة منغصة علي حياتي وهي أني أخطأت في حق زوجي وخالفته في أمر فطلقني! مع أن الأمر لا يستحق، وأنا بعد هذا اعتذرت منه كثيرا، وطلبت منه أن يرجعني ونربي ابننا وأن يسامحني، مع العلم أني أحبه حبا فاق قدرتي، ووالله لا أحس للحياة طعما بدونه، لكنه يرفض الرد علي، ولا يرد حتى على رسائلي!
أريد أن أعرف هل أنا آثمة حتى بعد أن طلبت منه العفو؟ وهل قللت من قيمة نفسي حين طلبت الرجوع؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وردة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحيي أيضًا حرصك على الاعتذار والرجوع، ونسأل الله أن يردَّ زوجك إلى الصواب، وأن يُعيد حياتكم الزوجية للاستقرار، وأن يعينك على كلِّ أمرٍ يُرضيه.
أحسنتِ عندما بادرت بالاعتذار من الخطأ في حق زوجك، ونتمنَّى أن يتفهّم هذا الجانب، وأن يُدرك أن الطلاق ليس حلًّا في كل الأحوال، خاصَّة عندما يكون في وجود أطفال، ونتمنَّى أن تستمري في إرسال الرسائل الإيجابية له، وأن تجدي من أهلك ومن أهله من العقلاء والفضلاء والفاضلات والصالحين والصالحات مَن يحرصوا على لمِّ الشمل، ولا شيء عليك من الناحية الشرعية بعد أن اعتذرت عن الخطأ، فالخطأ من طبيعة البشر، وليس الإشكال أن يقع الإنسان في الخطأ، ولكن الإشكال هو التمادي في الخطأ وعدم الاعتذار من الخطأ وعدم التوبة من الخطأ، هذه هي الأمور المرفوضة، ولكن الحقيقة التي ينبغي أن يُدركها زوجك وكل إنسانٍ هي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ((كلُّ بنو آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون)).
فنسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر لك ما حصل، ونتمنَّى أن يتفهّم زوجك هذا الوضع، وليس في الاعتذار أو في الرغبة في العودة إلى الحياة التي كنت عليها؛ ليس في هذا إذلال لنفسك أو تنقيص لقيمة نفسك، بل قيمة الإنسان في حرصه على الخير، وفي حرصه على طاعة الله تبارك وتعالى، وأنت لم تذكري مدة الطلاق أو متى حدثت المشكلة، ولكن نحن نؤكد أن الزمن جزء من الحل، ونتمنَّى منك أن تُظهري المشاعر النبيلة تجاهه وتجاه أهله، وتذكريه دائمًا بالخير، ولا تتفاعلي مع ما يحدث من صدود منه، ولكن كوني دائمًا على الخير، وحافظي على طفلك، واجتهدي في طاعة الله تبارك وتعالى.
ونحن على ثقة أنك إذا أحسنت إدارة هذه الأزمة وأحسنت الاعتذار وتواصلت مع الخيّرين من محارمك والفاضلات من محارمه؛ فإن الأمور ستعود إلى وضعها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلِّف القلوب وأن يغفر الذنوب.
أكرر: طلب العفو منقبة، وليس فيه تقليل من قيمة الإنسان، كما أن الاعتذار مطلبٌ شرعي، خاصة وأنت تعترفي بأنك أخطأت في حقه، ونتمنَّى أن يتفهم هذا الجانب، وأن يُبادر بالعفو حتى يلمَّ شمل هذه الأسرة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.