ما هي حقوقي وحقوق أطفالي بعد الطلاق؟
2020-10-05 05:00:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
متزوجة منذ سنتين، وأم لطفل عمره سنة وأربعة أشهر، وحامل في الشهر التاسع، منذ شهر وأنا وزوجي نتعامل بنفور مع بعضنا، وهو يريد أن يطلقني، لأنه لا يرغب في العيش معي، وبدأ ينفر مني، والجديد أنه يراني قبيحة ونكدية، وأني لا أهتم بأمور بيتي وأموري الشخصية، ويشبهني بالبهائم.
علما أنه لم يسأل عني وعن ابني وطريقة معيشتنا منذ شهر بحجة ضغوط العمل، ويرجع المنزل يجلس معنا ساعة ثم يدخل فينام، علما أنه مهندس، ويصلي ولا يترك فرضا، ويقرأ القرآن دائما صباحا ومساء.
أنا موافقة على الطلاق، لكني خائفة من تحمل مسؤولية ابني الصغير والطفلة التي لم تلد بعد، ماذا أفعل؟ وما هي حقوقي التي يجب أن أطالب بها لي ولأطفالي؟
شكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – أختنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يُصلح حالك مع زوجك، وأن يُؤلِّف بينكما، وأن يحفظ أسرتكما من التصدّع ومن الانهيار.
ونحن نشكر لك – أختنا الكريمة – إنصافك لزوجك ووصفه بما فيه من المحاسن والصفات الجميلة، وهذا يدلُّ على رجاحة في عقلك، وننصحك وندعوك في الوقت ذاته إلى استعمال هذا العقل الراجح في محاولة الإصلاح لحالك مع زوجك واستمالة قلبه إليك، ولا تيأسي من ذلك، فإن قلوب العباد بين أُصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبُها كيف يشاء، وربما كانت هناك أسباب واضحة لنفور زوجك منك، وأنت قد ذكرت أن زوجك صرّح بتلك الأسباب، فينبغي أن تأخذي هذا التصريح مأخذ الجِدّ، وتحاولي بما في وسعك من قوة للتغلب على هذه الأسباب، فإن معرفة الأسباب وعلاجها أساس علاج كل المشاكل.
وربما كنت كما وصف زوجك تُعاملينه بشيء من الأنانية والمطالبة بكل الحقوق، وإن كانت حقوقًا، إلَّا أن الله سبحانه وتعالى أرشد المرأة وعلَّمها في كتابه العزيز أنه إذا لمست من زوجها نفورًا وشعرتْ بأنه في إعراض عنها، وأن ذلك قد يؤدي إلى الفراق؛ أرشدها سبحانه وتعالى إلى أن تتنازل وتتغاضى عن بعض حقوقها من أجل الإصلاح، وأخبر سبحانه وتعالى بأن هذا التنازل والتغاضي عن الحقوق في مثل هذه الحالة أفضل من الإصرار على الطلب لها، وإن أدَّى ذلك إلى الفُرْقة، فقال سبحانه في كتابه الكريم: {وإنِ امرأةٌ خافتْ من بعلها نُشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يُصلحا بينهما صُلحًا والصُّلح خير}.
فإذًا نصيحتُنا لك أن تُبدي حُبّك لزوجك، وأن تُعامليه بالرفق واللين، وأن تُحسني التجمُّل والتبعُّل له، وتُظهري له أنك تُقدّمين مصلحته على مصلحتك، فالنفوس مجبولة على حُبِّ من أحسن إليها، وزوجُك ما دام متصفًا بما وصفتِ من خصال الخير – من المحافظة على الصلوات، وقراءة القرآن – فهذا يدلُّ على أن فيه خيرٌ كثير، ونظُنُّ أنه سيلين ويرجع إذا ما وجد منك الحرص على البيت والأسرة والمعاملة له بالإحسان والإيثار، وأنت مأجورة في كلِّ جُهدٍ تبذلينه في سبيل الوصول إلى هذه النتائج.
أمَّا إذا أصرّ الزوج على الفراق والطلاق فإن من حقوقك عليه أن يتولّى الإنفاق عليك ما دمتِ حامل، وعليه الإسكان لك مُدة العدة، يعني: إلى أن تضعي حملك، كما أن عليه القيام بالإنفاق على الأولاد، وإن كان لك حق الحضانة.
وهذه الحقوق مصدر الإلزام بها الشريعة، والذي يُنفِّذّ هذا الإلزام هو القضاء الشرعي، لكننا ننصحك على الإجمال بمحاولة بذل الوسع في إصلاح حالك مع زوجك، وأكثري من دعاء الله سبحانه وتعالى أن يُصلح ما بينكما، وأن يُؤلِّف قلوبكما، وستجدين -بإذن الله تعالى- ثمارًا طيبة لهذا الجُهد.
نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان.