كيف نساعد وندعم صديقتنا التي توفي والدها؟

2020-09-15 11:39:41 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

توفي والد صديقتي، وهي متعلقة به أشد التعلق وحساسة لدرجة كبيرة، وكذلك أمها بحكم أن والدها كان يعمل في الجيش، فدائما كانوا حريصين ويخافون عليهم، فماذا أفعل؟ وكيف أتصرف معها؟ هي سكنها بعيد عن بلدتنا، وخاصة أننا مقبلون على فترة امتحانات، وهي صديقتي في الإقامة الجامعية، ونحن 4 صديقات، فكيف نتعامل معها ونودها إذا اجتمعنا؟ حاليا نتواصل عن طريق الهاتف.

جزاكم الله خيرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً ومرحبا بك بنيتي.

قال تعالى في كتابه الحكيم: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
نتقدم لك ولصديقتك بالعزاء لوفاة والدها، أدخله الله فسيح جناته.

بداية: أحيي فيك حرصك على البحث عن حل لمشكلة صديقتك وكيفية دعمها معنوياُ ونفسياً.

أنصحك أن تُذكريها بهذه الأمور:
- ذكريها أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نشأ يتيماً، ومن هنا يهون عليها فقدان والدها ما دام فيه شبه برسولنا الكريم.

- ذكريها بعظمة الله، ذكريها بقصص الأنبياء وصبرهم على المصاعب، وأنّ الله لا يترك عباده وأنه أرحم پنا من أمهاتنا.

- لتكن كما كان والدها يحبها أن تكون الفتاة الصالحة، الطموحة العالمة بدينها ودنياها، فهنا ستشعر أن كل نجاح يسعده، وبالتالي تكون خير ما ترك بعد وفاته، ولتكن كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له"(رواه مسلم) فلتكن كذلك.

- أنصحك بأن تحدثيها عن جمال الحياة ما بعد الموت للمؤمن، وأنها هي حياة الرخاء والهناء، وما الحياة الدنيا إلا طريق نعبر من خلالها لحياة النعيم.

- ذكريها بأن والدها الآن في دار الحق، ولن يناله هناك ظلم بل لن ينال إلا بقدر أعماله ويضاعف الله لمن يشاء.

- الإكثار من الدعاء، أن تتوجه إلى الله بالدعاء اللحوح أن يدخله في رحمته ويتجاوز عن خطاياه وأن يجنبه عذاب القبر، فدعاؤها له هو ما ينفعه حقا.

- عليك تذكيرها بالصبر والاحتساب، وذكريها من هو أكثر منها مصيبة، حتى تهون عليها مصيبتها، واتركي باب الأمل مفتوحا، وهذا يبعد عنها الحزن والضيق والاكتئاب، وذكريها أن مع العسر يسرا"إن مع العسر يسرا" وتصوري سرعة زوال هذا الحزن الشديد، فإنها لولا كرب الشدة ما رجيت ساعات الراحة.

- حاولي قدر الإمكان الجلوس معها والإنصات إليها، واحتضانها واحتواء مشاعرها حتى لو على حساب أنفسكن قليلاً، فهي تحتاجكن الآن أكثر من أي وقتٍ مضى، وستذكر موقفكن الجميل معها طوال حياتها.

- ذكريها بفضل قراءة القرآن في هذه الفترة وذكر الله قال تعالى :"ألا بذكر الله تطمئن القلوب".

غفر الله له ولنا جميعاً.

www.islamweb.net