الحالة النفسية المتقلبة تقودني للانتحار.. فبماذا تنصحوني؟
2020-09-15 11:59:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
شاب، عمري 15 سنة، حالتي النفسية متأزمة جدا ولا يوجد سبب محدد، كنت أنظر إلى الحياة بإيجابية ولا أنتبه للتفاصيل كثيرا مثلا: وجوه الناس، أسمائهم، ولا أهتم لتكوين الصداقات وكأني أعيش في عالمي الخاص.
ساءت حالتي النفسية، وأصبحت أعزل نفسي، وأبتعد عن جميع الناس ونظراتهم وأتحمل إهاناتهم، علما بأنني لا أستطيع أن أرد الإساءة، ويعترضني الجميع دون سبب، أصبحت لا أشارك في الحصص وأنا أعرف الإجابة حتى لا أتعرض للمضايقات، أحب الهدوء، لدي مشكلة أن صوتي هادىء يشبه صوت الفتيات ولكنه منخفض، حاولت تغيير نفسي ولم أستطع.
شعوري بالعجز عن رد الإساءة جعلني أتمنى المعجزات أن تنقذني من هذا الوضع، لقد كنت أتجاهل هذه الأمور ولكن الهم قد كثر علي وأصبح الجميع يتعرض لي حتى دون علم، أنا الأول على فصلي، تراودني فكرة إنهاء حياتي، ولكني أعلم عقوبة المنتحر.
كنت أحب قراءة الكتب الإسلامية الشريعة، والتاريخ، والقرآن حين أقرأه أتفكر في معانيه وأشرد وأنا مستمر بالقراءة فجأة أتذكر همومي وتدمع عيناي بالبكاء، ويضيق نفسي، فأصبحت أتضايق عند قراءته، وأهملت صلواتي بعد أن كنت محافظا عليها، وما يؤلمني هو أنني أعلم أنني مذنب، وأعلم الصواب من الخطأ، وأضع نفسي في مواقف محرجة، حتى أصبحت أهرب إلى عالم أحلام اليقظة، وانهارت حياتي وتحصيلي الدراسي.
أحس أنني أحمل هموما أكبر من سني، وأصبحت أكره نفسي، وتقطعت أحوالي وأنا الآن لا أدري ماذا أفعل؟ أخشى على مستقبلي، علما بأنني في بداية طريقي، اعتذر على الإطالة ولكن في حياتي لا أستطيع فهمه، أرجو منكم النصيحة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم: أنت ما زلت في مرحلة تكوين الشخصية، لذا فصفاتك تتغير تبعاً للمرحلة العمرية التي تمر فيها، وعمر 15 سنة هو من الأعمار الحرجة للفتى أو الفتاة، فترى البعض حائراً تائهاً لا يعرف هل أن ما يقوم به صحيح أم خاطئ، لذا عليك أن تكون ثقتك بالله كبيرة، ولتخطي الحالة التي تمر بها ننصحك باتباع ما يلي:
- واجه الناس، ولا تكن ضعيفاً، واسأل نفسك السؤال التالي: لماذا يتجرأ علي الآخرون ويوجهون لي الانتقادات والإهانات وأسكت لهم؟ سوف تجد أنه ليس لديك سبب مقنع للسكوت، ولو تم التعدي عليك، يجب أن تدافع عن نفسك، عن أبي هُرَيْرَةَ رضِيَ الله عنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) رواه مسلم.
والقوة في هذا الحديث هي قوة الإيمان، والعلم، والطاعة، وقوة الرأي والنفس والإرادة، ويضاف إليها قوة البدن إذا كانت معينة لصاحبها.
- عليك رد الإهانة وعدم قبولها من أي شخص كان، لذا عندما تتعرض لموقف ما تكلم بصوت واضح وعالٍ يُشعر الطرف الآخر أنك لا تقبل هذا على نفسك.
- اختر لنفسك أصدقاء ذوي سمعة حسنة وشخصيات قوية، فهؤلاء سوف يشجعونك على كيفية الرد على الآخرين، وأنت بملاحظتك لهم ولتصرفاتهم سوف تكتسب منهم أيضاً العديد من صفات الشجاعة.
- لا تكترث لما يقوله الآخرون عنك ما دمت تسير بالمسار الصحيح، وحافظ على أداء الصلاة في وقتها، واستمر بتحسين تحصيلك العلمي، ولا تجعل أي شيء يؤثر فيك.
- أما بالنسبة للهموم التي تحملها، فهذا ليس له مبرر، بسبب أنك شخص غير مسؤول، وتفكيرك بالظروف التي تعيشها، لن يغير من الأمر شيئاً، فأنت ما زلت طالب، وعليك الاهتمام بكل مرحلة من مراحل حياتك وعدم التفكير بشيء في علم الغيب، لذا اجتهد في كل مرحلة واعطها حقها، والله سبحانه سوف ييسر أمرك.
- بالنسبة للانتحار، لو افترضنا أنك انتحرت، ما الذي سوف يتغير؟ هل تريد أن ترتاح؟ وهل نسيت عذاب الله، وهل بانتحارك سوف يتغير شيء؟ بالطبع لا، الانتحار -يا بني- صفة الضعفاء اليائسين، لذا عليك ألا تقنط من رحمة الله. بل تمضِ إلى مستقبلك، وأن تكون أهدافك حالياً واضحة وهي النجاح بتفوق، ودخول التخصص الذي تتمناه، والعمل في المكان الذي تحلم به.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.