تزوجت بامرأة سمينة ولا أراها تعفني، ما الحل؟
2020-09-15 12:05:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
شخص متزوج من امرأة سمينة وزنها زائد فوق ال ١٢٠ كيلو، واختار زوجته بناء على (الدين والخلق والحسب والنسب وجمال الوجه)، ولم يهتم بالجسم أو الوزن، ثم اكتشف أن جسمها منفر بالنسبه له، مقزز أو يسبب الاشمئزاز، فهو يتمنى الزوجه الرشيقة، وزوجته الحالية يستحيل عليها تنزيل وزنها، ما يزيد عن ٦٠ كيلو دون أن يترك ذلك ترهلات.
استمر معها وحاول تشجيعها على الرياضة، والنظر إلى مميزاتها، فهي مجتهدة جداً وتعامله بأحسن معاملة، وتبذل قصارى جهدها، وهو معترف بفضلها عليه ووقفتها، وأهلها معه، ولكن المشكلة الأساسية أنه يقوم بالعلاقة الزوجية حتى لا يكون مقصراً في حقها الشرعي، (مجرد أداء واجب) دون استمتاع.
المشكلة الأخرى أنه حتى السن ال ٢٨ كان ملتزماً بغض البصر، وكان يشجع ويصبر نفسه بأنه بعد الزواج سيشبع هذه الرغبة والشهوة، ويعف نفسه بالحلال، ولكن بعد الزواج لاحظ انطلاق بصره وصعوبة غضه، ولم يحصل له العفة المرجوة من الزواج، وأصبح يتمنى ويتخيل ويخاف على نفسه من الوقوع في الحرام.
١- ما الحل؟
٢- هل يخبر زوجته؟
٣-هل يدخل وسيطاً؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – ابننا وأخانا الفاضل – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يُقنّعك بما رزقك، وأن يرزقها القناعة بما عندك، وأن يُغنيك بحلاله عن حرامه، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
الزوجة التي اخترتها بناءً على دينها وخلقها وحسبها ونسبها وجمال وجهها فيها صفات عالية، لكنّ الكمال محال، فنحن بشرٌ والنقص يُطاردنا، وإذا كانت هذه الصفات الجميلة الرائعة جدًّا العالية – التي ذكرتها في زوجتك موجودة فأرجو أن تُدرك الجانب السلبي (زيادة الوزن) هو سيئة صغيرة انغمرت في بحور حسناتها، والنبي عليه الصلاة والسلام أعطانا مِعيار غاية في الأهمية: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كرهَ منها خُلقًا رضي منها آخر).
أرجو أن تعلم أن زيادة الوزن فعلاً الزائدة قد تُزعج الإنسان، ولكن زيادة الوزن المفروضة أكثر هي في الرجال، أمَّا في النساء فهناك أيضًا مَن يُفضِّلُ هذا، ولذلك الإنسان ينبغي أن ينظر إلى مثل هذه الجوانب.
لا مانع من تشجيع الزوجة إلى الاهتمام بالرياضة، والحركة والنشاط، ولكننا نرفض إخبارها ومصارحتها وبأنك تشمئز من هذا الذي يحدث ومن زيادة وزنها، ونحو ذلك من الأمور، ونرفض أيضًا أن تُدخل وسيطًا، يعني الرسائل قد لا تصل بالصورة المطلوبة، وأيضًا هذا مصدر إزعاج، أن تشعر الزوجة أن الزوج متضايق وأنه كلَّم آخرين عن ضيقه ليساعدوه.
ولذلك أتمنى أن يكون تواصلك مع هذا الموقع الذي يحفظ لك الأسرار، ويُوصل لك التوجيهات المناسبة والسديدة، ولا مانع أيضًا من التواصل، حتى نرسل لك بعض المواد التي تعينك على إدراك الجوانب الأخرى وعلى التفهّم لما يحدث والتفاهم مع زوجتك في التصحيح والتأقلم مع هذا الوضع.
طبعًا ليس في الشرع ما يسمح لك بأن تُطلق بصرك، وتعوّذ بالله من شيطانٍ يُزيّنُ للإنسان ما ليس عنده، فالشيطان لا يُريد لنا الحلال، ويقعد في طريق الحلال، يريد للناس أن ينظروا وأن يمارسوا الحرام، فتعوذ بالله من شرِّ هذا الشيطان، وكلما ذكّرك الشيطان بما فيها من السلبيات تذكّر ما فيها من الإيجابيات الرائعة (الدين، الأخلاق، الحسب، النسب، جمال الوجه)، والوجه هو مجمع المحاسن، ولذلك نتمنَّى أن تنظر للقضية بهذه الأبعاد، وتجتهد أيضًا في تفهم هذا الوضع، وتغض بصرك، فإن الإنسان إذا أطلق بصره – كما قال ابن الجوزي – لم تكفِه نساء الدنيا وإن تزوجهنَّ. أمَّا الذي يُغض بصره فإنه يكتفي بهذه الزوجة التي عنده، ويسعد بها، ويسعد معها، ولا مانع من أن الاستمرار في التواصل بعد تنفيذ هذه الخطوات.
إذًا عليك بكثرة الدعاء، وعليك بذكر إيجابياتها، وعليك بشكر الله على ما عندك من نعم، لتنال بشكرك لربك المزيد، وأرجو ألَّا تُخرج هذا الهم والألم الذي عندك والأحاسيس السالبة إلى أحد من الناس غير مستشار أمين، وهذا الموقع يمكن أن يتواصل معك، أمَّا إدخال آخرين فهذا لا نُؤيده، وكذلك أيضًا إخبارها بأنك تشمئز أو أنك كذا.
يعني: حتى مسألة تقليل الوزن أرجو أن تكون في شكل دُعابة وبطريقة مهذبة ولطيفة، بعد أن تذكر إيجابياتها وأنها كذا وأنها كذا، وأن هذا الكمال والجمال فيها يكتمل لمَّا تهتمّ بمسألة تخفيض الوزن، وأرجو أن تستشير في ذلك أيضًا مُرشدة تغذية، حتى تُبيِّن لها كيف تستطيع أن تُعدّل هذا الوضع الذي عندها، ولا شك أن تخفيض الوزن مفيد لها أيضًا من الناحية الصحية، ومن ناحية الإنجاب أيضًا، ومثل هذه الحوافز مهم أن تسمعها منك، والأهم أن تسمعها من طبيبة متخصصة تُعينها أيضًا على بلوغ العافية، ونكرر لك الشكر على هذا التواصل.
نؤكد مرة أخرى أن بلوغ العفّة لا يكون بإطلاق البصر، ولا يكون بالتفكير بهذه الطريقة، وبتواصلك معنا نستطيع أن نضع النقاط على الحروف، ونكرر الترحيب بك في موقعك.