بدأت أفقد رغبتي في إتمام الدراسة الجامعية، فأنا كثيرة الاهتمامات والأهداف.
2020-09-20 04:35:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا حصلت على البكالوريا بتقدير ممتازة، ودخلت مدرسة جيدة، واخترت شعبة الرياضيات والفيزياء، ولكن الدورة الأولى لم أنجح في كل المواد، وقلت لا بأس سأعوضها في الدورة الثانية، ولكني بدأت أفقد رغبتي في إتمام الدراسة بهذه الجامعة؛ وذلك لصعوبة المواد، كما أنني أصبحت كسولة كثيرا، ولا أدرس أبدا، وهذا سبب إحباطا لوالدي، وحاولت عدة مرات تنظيم وقتي والدراسة بجد، ولكن دون جدوى، وتراكمت الدروس، ولم يبق سوى أسبوع على بداية الامتحانات، وحكمت على نفسي بالفشل.
في عامي الجامعي الأول وقررت أن أغير تخصصي لدراسة اللغة الإنجليزية أو دراسة علوم التربية، وبعدها أبحث عن عمل كأستاذة، ولكن أمي وأبي يريدان مني أن أكمل في الجامعة الأولى وأتخرج مهندسة، مع العلم أنهما تركا لي حرية الاختيار، ولكني لا أريد أن أخيب ظنهما بي، فأي الخيارين أصح؛ لأني أريد أن أفرحهما وأجازيهما على تعبهما في سبيل تعليمي.
ولدي مشكلة أخرى تتمثل في كثرة الاهتمامات والأهداف في حياتي، فبجانب دراستي الأكاديمية لدي طموح في دراسة العلم الشرعي، وأنا منخرطة في أكاديميتين إلكترونيتين وحفظ القرآن، وأيضا الاهتمام بنفسي بممارسة الرياضة، وآكل الطعام الصحي، وقراءة الكتب، وتحسين لغتي الإنجليزية، ولهذا أخطط، ولكن يمضي يومي بدون فعل شيء فقط أمسك الهاتف طوال الوقت دون إنجاز ما سبق، وهذا الأمر يقلقني ويقلق والدي، وأنا غير راضية عن وضعي تماما، وأصبحت أفكر في ترك الدراسة والزواج لأتخلص من هذا العبء الثقيل.
أعتذر عن الإطالة وأرجو منكم مساعدتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لك كل التحايا والود.
هذه المشكلة تتكرر كل عام بين الأهل والأبناء المقبلين على الحياة الجامعية، وحول اختيار الكلية والتخصص المناسبين، فالأهل يحلمون لأبنائهم بدراسة معينة بصرف النظر أحياناً عن مدى قدرتهم على النجاح فيها، والأبناء تقودهم ميولهم في إتجاه آخر، ويرون أن من حقهم اختيار الدراسة أو التخصص الذي يتناسب مع أحلامهم وقدراتهم وميولهم.
من المهم جداً أنّ تختاري التخصص الذي يتناسب مع قدراتك، والتي يبدو -ما شاء الله- أنها عالية جدًا بدليل علاماتك التي حصلت عليها في الثانوية وطبعاً من ثم ميولك.
لذلك أطلب منك أنّ تتريثي وتقومي بإعادة النظر إلى الاختصاص الذي ترغبينه هل فعلاً هو ما ترغبينه! أو هو اختيار الأسهل تخوفا من عدم النجاح؟ ولا تنسي الأخذ بالحسبان أنّ أي دراسة تخصصية فهي تقوم على أسس محددة، وعلى القدرات والكفاءات، والميل والرغبة، وحاجة السوق لهذا التخصص، والإشباع العلمي الخاص، ومدى إمكانية التطور والعمل من أجل الدراسات العليا، فهذه الأسس والشروط التي عليك أنّ تسلطي الضوء عليها عند اختيارك لأي تخصص تريدينه.
وأنّ تقومي بدراسته من بعد المقارنة بينها وبين الأخرى وما يريده أهلك، ولا تنسي أنّ تضعي السلبيات والإبجابيات عند المقارنة، ثم وازني بينهما، ثم اختاري الذي ترجح كفته كل النقاط أمامك، ثم أعطي علامة لكل نقطة، واجمعي العلامات، وانظري أي منهما ترجح كفته.
وعند محاورتك للأهل لا تنسي:
أنّ تتحري الوقت المناسب والطريقة والزمان المناسب؛ لطرح موضوع اختيارك بهدوء وروية، واشرحي لهما سبب تفضيلك لهذا الاختصاص.
وأما بما يتعلق بموضوع حبك لدراسة الشريعة وممارستك لهوايتك فإنني أقول لك: من تمتلك مثل قدراتك تستطيع بإذن الله أنّ توفق بينهم وبين الدراسة شرط أنّ تهتمي بتنظيم وقتك فقط لا غير.
أما بالنسبة لموضوع الزواج فأذكرك إنّ اتخاذ القرارات المصيرية لا تؤخذ بالمشاكل والعناد، لذلك أنصحك أن تفكري اهدئي قليلاً، وفكري بمنطق وواقعية كبرى.
مع تمنياتي لك بالتميّز والتوفيق يا إيمان.
جعلنا الله وإياكم من الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤوا استغفروا.