أعاني ومنذ سنوات من الخوف من فكرة الزلازل.. ساعدوني
2020-09-23 04:59:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أعاني ومنذ سنوات من الخوف من فكرة الزلازل، كلما دخلت إلى السرير تهاجمني الأفكار بالزلازل ويصيبني الرعب، ولا أستطيع النوم إلا بصعوبة، ومنذ أيام زاد قلقي بسبب رؤية ابني وهو يحاول تسلق البلكونة، وأصبحت كلما أدخل إلى السرير تهاجمني فكرة -لا قدر الله- سقوط طفلي من الشرفة، بالإضافة إلى خوفي الآخر الذي لا يزول.
مع العلم أني لم أكن أفكر بالزلازل، ولا بفكرة سقوط طفلي من الشرفة إلا بعد انتقالي للعيش في بلد غير بلدي، وهنا البيوت بأدوار عالية جدا، وأول انتقالي هنا سمعت عن وفاة طفلة بسبب سقوطها من الشرفة.
آسفة على الإطالة، ولكني بالفعل أحتاج للمساعدة ولنصيحة تساعدني على تخطي الأمر؛ لأنني أصبحت ومنذ أسابيع أنام 3 أو 4 ساعات خلال الـ 24 ساعة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تعانين –أختي الكريمة– من رهاب الزلازل، وهو مثل أي رهاب آخر، يحدث أحيانًا بدون سبب، ويكون هناك خوف مستمر من حدوث شيءٍ مُعيَّن، ويحاول الإنسان طبعًا أن يتجنَّب هذا الخوف ولكن لا يستطيع، وهنا طبعًا ينتابك التفكير المستمر والقلق وعدم النوم.
الخوف على طفلك طبعًا هو خوف مبرّر؛ لأنك سمعت أن طفلاً قد سقط من البلكونة، ويكون التعامل مع هذا الخوف طبعًا بأخذ الاحتياطات، وعمل اللازم من قفل الأبواب وعدم ترك الطفل يذهب إلى البلكونة لوحده.
نصيحتي طبعًا: بعد عمل كل هذه الاحتياطات هو محاولة عدم التفكير، وذلك من خلال الاسترخاء، كلما حاول الإنسان الاسترخاء كلما ذهب عنه القلق؛ لأن الاسترخاء ضد القلق والتوتر، والاسترخاء يمكن أن يكون بممارسة الرياضة، ممارسة تمارين رياضية أو المشي يوميًا، مثلاً لمدة نصف ساعة، ويمكن أيضًا عمل تمارين استرخاء عن طريق الاسترخاء العضلي، بشدِّ وقبض مجموعة من عضلات الجسم لفترة، ثم إطلاقها وإرخائها، حتى يتم الاسترخاء، أو يمكن الاسترخاء عن طريق أخذ نفس عميق وإخراجه، ويُكرر خمس مرات في الجلسة، وتكرار هذا التمرين عدة مرات في اليوم.
وإذا كان كلُّ هذا لم يُجدِ ولم ينفع، فيمكنك تناول أحد الأدوية قبل النوم، يُساعدك في النوم، ويُساعدك في علاج القلق، مثل دواء الـ (ميرتازبين) 15 مليجرام ليلاً – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على ثلاثين مليجرامًا – ويجب الاستمرار في تناوله لمدة شهرٍ على الأقل، حتى يختفي القلق وينتظم النوم، وبعد ذلك يمكن التوقف عنه، ويمكن الاستمرار عليه لفترة ثلاثة أشهر أيضًا، ثم التوقف عن تناوله بعد ذلك.
وفقك الله، وسدد خطاك.