متردد في خطبة فتاة ليست على القدر الكافي من الالتزام.

2020-10-01 05:21:07 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر ثلاثين عاما، أعزب، على قدر من الالتزام ومن أسرة محافظة، مشكلتي هي أني أحب فتاة تعمل معي في نفس الشركة، ومتردد في التقدم لخطبتها، عيوبها أنها تضع المكياج، وحجابها ليس الحجاب الشرعي، حيث إنها تكشف جزءا من شعرها، وأيضا تمزح مع الشباب بالعمل، لكن دون تجاوز ملحوظ، وأيضا لا تحب الجلوس في المنزل كثيرا، وتحب الخروج للترفيه مع صديقاتها، وأنا أفكر أن أتقدم لخطبتها وأشترط عليها اللباس المحتشم، وترك العمل المختلط، ولكن أخاف أن تقبل فقط لإتمام الزواج، وبعد ذلك تحدث المشاكل.

مع العلم أن لديها الكثير من المميزات، ويشهد لها العديد ممن تعامل معها بحسن الخلق والطيبة، وتحمل المسؤولية، وعقلها المتزن، مع العلم بأن والدها يعمل معي أيضا في دوامي المسائي، وهو رجل ملتزم بالصلاة، ولكنه رجل عصبى نوعا ما وفضولي.

هل أتقدم لخطبتها أم أبحث عن فتاة أخرى؟ مع العلم أني معجب بها كثيرا لما لديها من مميزات عديدة، وأيضا قد تحدثت مع والدي، ونصحني بالزواج من ابنه عمي، وهي متدينة وحسنة الخلق، لكن لم يجذبني شكلها، وأيضا أنا معجب جدا بتلك الفتاة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mostafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الابن الفاضل والأخ الكريم – في الموقع، ونشكر لك الحرص على السؤال وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يُقدر لك الخير، وأن يُصلح الأحوال، وأن يهدي الفتيات والرجال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

لا يخفى عليك أن رحلة الحياة الزوجية رحلة طويلة، وأن وصية النبي صلى الله عليه وسلم للشاب هي أن يظفر بذات الدين، والوصية أيضًا للطرف الآخر: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه))، فالدّين هو أساس النجاح في الحياة الزوجية، ولذلك أرجو أن يكون التركيز على هذه المسألة.

نحن وقفنا على الخيار الأول، وهو: هذه الفتاة التي فيها ميزات، ولكن مع قلّة في الالتزام، والخيار الثاني: بنت العمِّ المتدينة التي لا تجد في نفسك جاذبية إليها، رغم أنها رغبة الوالد والأسرة، ونقترح عليك أن تُعطي نفسك خيارات أخرى، فإن الساحة مليئة بالفاضلات العاقلات، لعلّك تجد مَن تميل إليها وفيها الدِّين؛ لأن شرط الدين شرط أساسي، لكن مع الدِّين لا بد أن يحصل ميل وارتياح وانشراح مشترك بين الطرفين، حتى نُقيم حياة زوجية على قواعدها الصحيحة.

إذا كان ذلك متعذِّرًا فإن الخيار الثاني هو أن نأتي لهذه الفتاة التي فيها ميزات مع قلة في الالتزام، لندرس مدى الاستعداد عندها للالتزام، والذي نُرشدك إليه هو أن تُعرِّفها ببعض أخواتك أو عمّاتك أو خالاتك، حتى يقتربنَ منها ليتعرفنَ عليها أكثر، ثم يعرضنَ عليها مسألة أن تترقى في المزيد من الالتزام؛ لأن المهمّ عندنا هو الاستعداد للالتزام، فقد لا يكون الإنسان ملتزمًا، لكنّه مُحبّ للدين ومُحبّ للحجاب، وقد تكون راغبة في الخير، حريصة على سِتْرها وحجابها، عاقلة فاهمة لمستقبلها وحياتها ... هذا أيضًا جانب من الأهمية بمكان؛ لأن وجود هذا الاستعداد الفعلي عندها هو المهم، لأن الإنسان إذا كان عنده استعداد لقبول الهداية، ليس عندها شبهات، ليس عندها اعتراض على بعض الأشياء الشرعية، فإن هذه مؤهلات في غاية الأهمية من أجل أن تُكمل معها المشوار.

وأرجو أن يكون الوالد والأسرة حاضرة في هذه الزيجة وفي كل خطواتك؛ لأن النساء أعرف بالنساء، وهذا أيضًا من الجوانب المهمة.

أمَّا ما ذكرت من عصبية والدها: فلا دخل لها فيما يحصل من والدها، وقد يصعب على الإنسان أن يجد فتاة لا عيب في والدها ولا خالها ولا عمِّها، وقد تصعب عليها أيضًا أن تجد شابًّا بلا عيوب، لا فيه ولا في أهله، فكلُّنا بشرٌ والنقص يُطاردُنا.

نتمنَّى أن تُعطي نفسك فرصة واسعة قبل أن تستعجل، وأن تنظر للأمور بأبعادها الكاملة، ونؤكد مرة أخرى على أن تجعل الدين في المقدمة، والرغبة في الخير في المقدمة، وكذلك أيضًا وضوح الأهداف بالنسبة لك في حياتك، هذه أيضًا من الأمور الأساسية.

نسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

www.islamweb.net