حب العزلة والانطوائية وعدم القدرة على التواصل مع الناس
2005-11-14 12:34:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا أعاني من الوحدة والقهر، ذهبت للدراسة في بلجيكا ولكن رغم السفر لم أتغير، أحس أنني غريب في وطني المغرب وأيضاً في بلجيكا، لأنني أرفض هاته القوانين الوضعية وأكره الناس الذين أحس أنهم انتهازيون وغير طيبين.
حاولت التواصل لكن في الأخير وجدت نفسي في غرفة صغيرة وحدي: أدرس وأقرأ وأهتم بالعلوم الدينية والدنيوية لكن وحدي دائماً، وضعيتي جد صعبة فأنا فقير وأصبحت في وضعية غير شرعية في أوروبا رغم حصولي على دبلوم في التصميم.
لا أستطيع العمل في الخارج والتواصل، وأحس بنفسي غريباً في هاته الدنيا، كما أحس بالضعف، ما عدا عندما أصلي وأقرأ القرآن أحس برحمة الله عز وجل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الشعور بالوحدة والعزلة والانطوائية يكون في كثيرٍ من الأحيان جزء من التكوين النفسي للشخصية، وفي حالات أخرى يكون نتيجةً للإصابة بمرض الاكتئاب النفسي لدى بعض الناس، ويمكن للإنسان أن يتخلص من الانطوائية بأن يصر على نفسه بأن يتواصل مع الآخرين، ويمكن أن يحدد دائرة اتصال تتكون من عددٍ قليل من الإخوة الذين يمكن الوثوق بهم، هذا في المرحلة الأولى، وبعد ذلك يمكنك أن تسعى لتوسيع هذه الدائرة.
أنت تعيش الآن في بلجيكا، وهنالك الكثير من الإخوة العرب والمسلمين في هذه الدولة، وبالرغم من تفهمي للصعوبات الحالية في تلك البلدان إلا أنني على ثقة أنك سوف تجد من يقوم بمساعدتك، ويمكنك أن تشرح لمن تثق فيه من الإخوان بأنك تُعاني من الانطوائية والعزلة، وأنك سوف تكون شاكراً ومقدراً إذا ساعدك للخروج من هذه الحالة، ويمكن كذلك وضع بعض البرامج اليومية أو الأسبوعية، والتي يمكن أن تلزم نفسك من خلالها بأن تكون لك نشاطات محددة خارج المنزل كالذهاب لزيارة صديق، والذهاب للمسجد لأداء الصلاة ...وهكذا .
بما أنك تعيش في وضعية غير شرعية، فهذا بكل أمانة لا نستطيع أن نقدم فيه الكثير، ولكن الذي ننصح به هو أن تحاول أن تصحح وضعك، وأن تجعل وضعك شرعياً وقانونياً؛ لأن هذا هو الأسلم، وهذا هو الأصح، وإذا أصبح من المستحيل أن تحصل على وضعٍ شرعي في أوروبا، فلماذا لم تفكر في الذهاب إلى بلدك مهما كانت السلبيات، ومهما كانت الصعوبات التي سوف تواجهها، ولكنك على أقل تقدير سوف تعيش بصورةٍ شرعية وصحيحة .
لا شك أن التزامك بصلواتك وقراءة القرآن سوف تكون ذات عائد إيجابي عليك في الدنيا والآخرة بإذن الله، فعليك الاستمرار في هذا المنهل، والثبات عليه، وبجانب ذلك ربما أيضاً تتم مساعدتك عن طريق تناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للاكتئاب لأني أشعر أن لديك نوع مما يُعرف بالاكتئاب الثانوي، والدواء الذي أفضله في مثل حالتك يُعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة 20 مليجرام في اليوم، ويفضّل تناوله بعد الأكل، ومدة العلاج هي أربعة إلى ستة أشهر .
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وكل عام وأنت بخير.