خطيبي عصبي وجارح، فهل أتم خطبتي أم أفسخها؟

2020-10-12 10:05:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

عمري 19 سنة، طيبة وحنونة وحساسة بشهادة الجميع، ومخطوبة منذ 3 سنوات، وخطيبي عصبي جدا وغيور جدا، وفي نفس الوقت طيب وحنون وكريم وصادق المشاعر ووفي لي جدا، يبكي خوفا علي، ويسهر لمرضي، ويدعي أني الوحيدة التي أحبته؛ لأنه متعقد من شكله، وأنا أحبه ودائما أرفع معنوياته.

المشكلة أنه رغم صفاته الجيدة فإنه يجرحني أحيانا ببعض الكلمات، ثم يعتذر ويرضيني بالكلام أو بالهدايا، وأيضا عصبي جدا لأتفه الأسباب، مثلا حدث أن لاطفت ابن أخته وعمره سنتان فغار وزعل، وقاطعني أسبوعا، فراسلته لأعرف السبب، أخبرني أنه زعل وأنه حاليا مشغول لا يستطيع محادثتي، ثم تجاهلني، ولم يكلمني، وقد لاحظت أنه يكرر أنه لا يحب المرأة غير المطيعة، والتي ترفض الأوامر.

أنا حائرة بين الاستمرار في العلاقة وإنهائها، لا أريد الدخول في مشاكل وضغوطات نفسية، بسبب طبعه العصبي وكلامه الجارح، وفي نفس الوقت أخشى لو تركته أندم؛ لأني أحبه وهو يحبني، أرجوكم وجهوني.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك حسن العرض للاستشارة، ونسأل الله أن يُقدر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يهدي هذا الزوج لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

لا شك أن هذه المواصفات المذكورة لهذا الزوج مواصفات عالية، ورائعة، وزوجك وكل البشر فيهم إيجابيات ولهم سلبيات، وطُوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، ولذلك أرجو أن تكون النظرة نظرة شاملة، فمن الإنصاف أن نضع الإيجابيات في ورقة ونضع إلى جوارها السلبيات، عندها تتضح الصورة، خاصَّة إذا تذكّرنا أننا بشر والنقص يُطاردُنا، لأنه من الذي مِنَا ما ساء قط، ومَن الذي مِنَّا له الحسنى فقط؟!

وعليه: نحن نعتقد أن إكمال المشوار مع الشاب المذكور بالصفات الرائعة، مع معرفة الأمور التي تُضايقه لتفاديها، فإنّا ننصح مَن تتزوج بإنسان عصبي أن تتفادى ما يُثير عصبيته، والمرأة مثلك الذكيّة تعرف وترصد الأمور التي تُضايق زوجها، طبعًا نحن نتمنّى أن تتحول الخطبة إلى عقد نكاح، حتى يكون له أيضًا فرصة أكبر، بل نتمنَّى أن تستعجلا بإكمال مراسيم الزواج.

ولكن من المهم جدًّا لأي زوجة أن تحرص على أن تعرف الأمور التي تُرضي زوجها والأمور التي لا تُرضيه، كما قالت زوجة شُريح في أول يومٍ من زواجها: ماذا تحب فآتيه، وماذا تكره فأجتنبه، وهو أيضًا قال لها: ماذا تحبين فآتيه، وماذا تكرهين فأجتنبه، وهذا نُسميه (دستور الحياة الزوجية)، فالحياة محتاجة بينكما إلى أن تنتظمي في دستور وفي قواعد، كلُّ إنسانٍ يتفادى ما يُضايق شريكه الآخر، وعندها يمكن أن تستمر الحياة.

عليه: نحن لا نؤيد فسخ الخطوبة، أولاً لأن السنوات طالت وضاعت عليك فرص، وثانيًا: لأن في هذا الشاب إيجابيات عالية جدًّا، وثالثًا: لأن الخلل الموجود موجود في كل البشر، كل إنسان عند نقص في جانب من الجوانب، وقد بيَّنا لك كيفية تفادي هذا الخلل، وتدارك هذا النقص الذي عنده بتفادي ما يُثير عصبيته، وهذا سيكون من فهمك له ومعرفتك بأحواله.

عليه: نعتقد أن إكمال مراسيم الزواج وتفادي الأمور التي تُزعجه، وعدم مجاراته أيضًا في حالة القطعية والإهمال، لا تُجاريه، ولكن دائمًا كوني الأحسن، فإن المرأة الودود العؤود هي المطلوبة، التي إذا غضب زوجها – سواء كان السبب منها – قالت: (لا أذوق غمضًا حتى ترضى)، كلُّ هذا سيتحقق أكثر عندما تحولا الخطبة إلى عقد، وعندما تتفهمي زوجك ويفهم أيضًا ما عندك كأنثى ويفهم خصائصك، وهذا مطلوب بين الزوجين.

ونسأل الله لنا ولك وله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net