هل يمكن أن أتزوج بالشاب الذي ترك صديقتي، وطلب يدي؟
2020-10-18 02:57:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
تعرفت على شاب عن طريق صديقتي، وبينهما علاقة إعجاب، وأصبحت بيننا صداقة سطحية عادية، بعدها بدأت علاقتهما تتدهور، لم تستمر أكثر من شهرين، كان يريد الزواج بها، لكنهما لم يتفاهما.
الآن يحاول التقرب مني عبر الرسائل والسؤال عن أحوالي، أخبرني أنه معجب بي ويريد فرصة للتعارف، فربما يتزوجني، وهو يعيش في أوروبا، وقد أفهمني أن علاقته بصديقتي انتهت، وصديقتي لم تعد تهتم به، وصارت تهتم بشخص آخر، لكني أخشى أن أكون خائنة لصديقتي لو قبلت بالعلاقة، وفي نفس الوقت أريد أن أتعرف إليه، وأفكر كيف ستكون هذه العلاقة؟ وإذا جلسنا مع بعضنا وصديقتي معي كيف ستكون ردة فعلي؟ أريد نصيحة من فضلكم، هل في الأمر عيب؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Yasbah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
لا أنصحك أن تفتتحي علاقة مع هذا الشاب خاصة وأنه منفتح ومتأثر بالحياة الأوروبية، فذلك يتصادم مع قيمنا الإسلامية.
في تعاليم ديننا الإسلامي أن على الفتاة وأوليائها أن يتيقنوا من توفر الصفات التي ينبغي أن تتوفر في شريك الحياة، وأهم ذلك أن يكون صاحب دين وخلق كما قال عليه الصلاة والسلام: (إِذَا جَاْءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِيْنَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوْهَ إِلَّا تَفْعَلُوْا تَكُنْ فِتْنَةٌ فَيْ الأَرْضِ وَفَسَاْدٌ كَبِيْرُّ)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان، وقال عليه الصلاة والسلام في الرجل إذا أراد أن يتزوج: (تُنكَحُ المرأةُ لأربعٍ: لجمالِها ولحسَبِها ولمالِها ولدِينِها فعليكَ بذاتِ الدِّينِ ترِبَت يداكَ)، ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب، فلا خير في زوجة لا دين لها ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.
هذا الشاب سلك الطريقة الأوروبية وذلك عن طريق التعرف والتراسل وبناء العلاقة خارج إطار الزوجية، وربما كان بعض الشباب من النوع المتلاعب بالمشاعر فيبقى فترة مع هذه الفتاة ثم ينتقل إلى الأخرى وهكذا.
لا أنصحك أن تعطي لهذا الشاب فرصة للتعرف عليك، لأنك ربما تعلقت به وأحببته ثم ينصرف عنك، فيورث ذلك في نفسك الحزن والكآبة وربما بقيت متعلقة به تطاردينه وهو غير مبال بك، لأنه قد تعرف على فتاة أخرى.
إن أراد هذا الشاب الزواج بك فليأت البيوت من أبوابها، وعليكم أن تتيقنوا من توفر الصفات التي ذكرتها سابقا.
ليست القضية في ردة فعل صديقتك فالزواج قسمة ونصيب ورزق من الله تعالى، لكن هذه الطريقة تخالف قيمنا الإسلامية ولها آثار سلبية كثيرة، تؤثر على حياة الإنسان في الحال والمستقبل، فأوصيك ألا تسمحي له بالتعرف إليك، واقطعي تراسلك معه، فإن بقي مصرا فغيري حساباتك.
كلمة أنا معجب بك هي المفتاح الذي يدخل به بعض الشباب إلى قلوب بعض الفتيات اللاتي يغتررن بمثل هذه العبارات، ولا يحسبن لها أي حساب ولا يدرين أنها بداية الشباك الذي قد تقع فيه الفتاة، ثم تندم أشد الندم ولات ساعة مندم.
اجتهدي في تقوية إيمانك من خلال أداء ما افترض الله عليك، والإكثار من العمل الصالح فذلك هو الذي سيجلب لك الحياة الطيبة كما قال ربنا سبحانه: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
الزواج رزق من الله تعالى لا يأتي بشدة الحرص ولا يفوت بالترك، فمتى جاء الوقت الذي قدره الله لزواجك أتاك الشخص الذي قدره أن يكون زوجا لك، وستجدين أمورك ميسرة -بإذن الله تعالى-.
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الاستجابة ثم سلي ربك أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، وأكثري من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
أياك أن تقلدي بعض زميلاتك اللاتي وقعن في هذه الطريقة المخالفة لأعرافنا وتقاليدنا، والتي منها ما تنجح ومنها ما تخيب وهي الأغلب والأكثر.
ديننا يريد من المرأة ألا تعرض نفسها لأي موقف في إذلال وامتهان، فما حصل لزميلتك هو نوع من الإذلال والامتهان، وإن سمي بأنهما لم يتفاهما، فالمودة والمحبة يقذفها الله تعالى في قلوب الزوجين وهي آية من آيات الله سبحانه، كما قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
إنشاء علاقة خارج إطار الزوجية معصية، وثمرتها الخلافات التي تعصف بتلك العلاقات، هذا إن لم تقع الفتاة في فخاخ الرجل فترتكب معه ما يسخط الله سبحانه ثم يوليها دبره وينصرف.
احذري كل الحذر من هذه الطريقة، وكوني على يقين أن رزقك سيأتيك -بإذن الله تعالى-، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه كما ورد في الحديث.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.