أعاني من قلق وتوتر وأخشى أن أموت قبل أن أحقق حلمي.

2020-10-14 02:14:53 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

متزوجة ولدي طفلان، ابتليت منذ 3 سنوات بوسواس قهري من المرض والوضوء، والحمد لله حاولت السيطرة عليه.

منذ أسبوع نقلت للطوارئ شخصت بكهرباء بالقلب، والطبيب أعطاني دواء وقال مشكلتك لا تؤدي للموت ولا سبب لها وطمأنني، من وقتها وأنا خائفة وأوقفت جميع مشاريعي في طلبي للعلم الشرعي، أخشى أن أموت قبل أن أحقق ما أسعى له -بإذن الله- وأخشى الموت. أعاني من قلق وتوتر، أشعر بالعجز!

كيف لي أن أعود من جديد؟





الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك جدًّا في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الذي يظهر لي أنك ربما تكونين قد أُصبت بنوبة هرع أو فزع، وهذه تؤدي حقيقة إلى تسارع في ضربات القلب، وفعلاً الإنسان تأتيه مع هذه النوبات الشعور بقُرب الموت ودنو الأجل، وهذا طبعًا شعور ليس سهلاً أبدًا، لكن أؤكد لك –أيتها الفاضلة الكريمة– أن هذه الحالات بالرغم من أنها مزعجة لكنها بسيطة، ولا علاقة لها بالموت، لأن الموت أمره محسوم، فإن الأعمار بيد الله، والخوف من الموت لا يُقدِّم في عمر الإنسان ولا يُؤخّر فيه أبدًا، ونحن من المفترض أن نخاف من الموت الخوف الشرعي، الخوف الذي يحث الإنسان على عمل الصالحات والاستعداد لهذا اليوم في يومٍ من الأيام، بل حين يأتي الموت يكون الإنسان على خير ما يكون من حيث الصلاح وعمل الصالحات والواجبات والفروض التي عليه، لا أن يكون الخوف من الموت خوفًا مرضيًّا، الخوف الشرعي هو الخوف المحمود، وهو الذي يُوقظ في الإنسان الدافعية نحو العبادة، نحو أن يكون الإنسان قريبًا من ربه، وأن يبتعد من الذنوب والآثام، ويعيش الحياة بقوة، (اعمل لآخرتك كأنك تموتُ غدًا، واعمل لديناك كأنك تعيشُ أبدًا)، يعيش الحياة بإنتاجية، بفعالية، بتفاؤل.

هذا –أيتها الفاضلة الكريمة– هو الخوف الشرعي، وكلُّنا نحتاج إليه، حتى لا نكون من الغافلين، وأنت ما شاء الله لديك النية لطلب العلم الشرعي، أسأل الله تعالى أن يُحقق لك ما تودّين الوصول إليه.

عيشي حياتك بكل قوة، كوني مُجيدة فيما يتعلق بواجباتك الأسرية، وواجباتك الزوجية، وواجباتك المنزلية، هذه مهمّة جدًّا، وزعي وقتك بصورة ممتازة، مارسي رياضة المشي، فهي مهمّة جدًّا، مارسي تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تُحسّن تمامًا من مشاعر الإنسان، خاصة الإنسان القلق، الإنسان الذي يخاف من الأمراض، يخاف من الموت، الإنسان المتوتر، فالتمارين الاسترخائية مهمَّة جدًّا. توجد برامج ممتازة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها: (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو الاطلاع على أحد البرامج على اليوتيوب وكذلك الاستشارة التي أشرتُ إليها.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت محتاجة أيضًا لأحد الأدوية الفاعلة الممتازة المضادة لقلق المخاوف الوسواسي. من أفضل الأدوية التي سوف تفيدك بحول الله وقوته عقار يُعرف باسم (سبرالكس/استالوبرام)، دواء رائع لقلق المخاوف والوسوسة، كما أنه سليم، لا يُسبِّبُ الإدمان، وليس له أي ضرر على الهرمونات النسائية.

الدواء قد يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام، فإن حدث لك شيء من هذا فأرجو التحوّط.

جرعة الاستالوبرام: تبدأ بنصف حبة –أي خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام– تتناولين هذه الجرعة التمهيدية يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم ارفعيها إلى عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

وتوجد أدوية أخرى فاعلة كالـ (زيروكسات) وكالـ (زولفت)، لكنّ السبرالكس من أفضلها، وإن استطعت الذهاب إلى طبيب نفسي فإن هذا أيضًا سوف يكونُ أمرًا جيدًا، وأؤكد لك أن الحالة بسيطة مهما كانت مستحوذة ومُلحّة ومزعجة، إنِ اتبعت ما ذكرتُه لك إن شاء الله تعالى سوف تذهب عنك تمامًا وتتمتعين بصحة نفسية جيدة ومطمئنة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net