لكثرة المشاكل من زوجي أرغب بالطلاق، فما توجيهكم؟
2024-04-17 00:38:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا سيدة، أبلغ 38 عاماً، لدي طفلان، ومتزوجة منذ 13 سنةً، وأعاني مع زوجي الكثير من المشاكل بسبب العصبية والضرب، وآخرها كان سبباً في قطع في فروة رأسي، وكسر بالأنف؛ بسبب أني واجهته بأنه على علاقة بامرأة أخرى، وكنت قد طالبت بالطلاق إلى أن تدخل أهل الخير وأقنعوني بأنه مريض نفسي، ويتعالج.
الآن بالفعل فكرت في قرار الطلاق مرة أخرى، وأبلغته إن كان يريد الاستمرار معي عليه أن يكتب الشقة باسمي، ولكنه رفض، ويرى أنني أخالف الأصول والعادات والشرع، وأنه سيكتب لي نصف الشقة فقط، ولكني رفضت، وأنا الآن في حيرة شديدة، بماذا تنصحونني؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك – أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله أن يُصلح حالك كلّه، وأن يُؤلِّف بينك وبين زوجك، ويُديم حُسن العشرة بينكما.
ما ذكرتِيه من أوصاف زوجك يدلُّ على أنه حريصٌ على بقاء الزوجية بينكما، وعلى الحفاظ على هذه الأسرة من التصدُّعٍ ومن الانهيار، ونحن ننصحك وندعوك إلى أن تُبادليه نفس المشاعر، وأن تكوني حريصة على بقاء هذه الأسرة، وإن وُجدتْ بعض العيوب في زوجك، أو التقصير في بعض حقوقك، فإن الله -سبحانه وتعالى- أرشد المرأة إذا خافت من بعلها تقصيرًا أو تَرفُّعًا عليها أو غير ذلك، دعاها إلى الإصلاح، وعدم اختيار الفُرقة، فقال سبحانه: {وإنِ امرأةٌ خافت من بعلها نُشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يُصلحا بينهما صُلحًا والصلح الخير}، فالصلح خيرٌ من الفراق –أيتها الكريمة–، والحفاظ على بيتك وأولادك خيرٌ لك من العيش منفردة، وأن يعيش أبناءُك متفرقين بين أبٍ وأمٍّ منفصلين.
ولعلَّ هذه المشاكل التي تحصل بينك وبين زوجك سببُها الشعور بالنفرة، أو التقصير في بعض الحقوق منك، أو غير ذلك من الأسباب، ولكن إذا عُرفت هذه الأسباب، وحاولت علاجها، فإن هذه المشكلات ستزول -بإذن الله تعالى-.
فنحن أولاً ننصحك بأن تُغيري قناعاتك، وأن تعلمي بأن البقاء خيرٌ من الطلاق، ما دام إصلاح الحال ممكنًا، وطلبُك من زوجك أن يكتب البيت باسمك ليس طلبًا صحيحًا بالمطلق، واستجابتُه بأن يكتب نصف البيت باسمك دليلٌ على حرصه على بقائك زوجة له، فإذا قَبِل ذلك فنصيحتُنا لك أن تقبلي أنت كذلك هذا العرض، وأن تُحاولي من جهتك القيام بحقوق زوجك، فإن ذلك سيكونُ مدعاةً لإحسانه إليك، وتركه التقصير في حقك، فالنفوس مجبولة على حب من أحسن إليها، فبحسن تبعُّلك لزوجك وقيامك بحقوقه، وإكرامه وإظهار الحب له والحرص عليه؛ كلُّ ذلك تملكين به قلبه، فيصلُح الحال وينجبر الخاطر -بإذن الله تعالى-.
هذه نصيحتُنا لك نتمنّى أن تجد لديك قبولاً، وأن تأخذي نفسك بجِدٍّ لتطبيقها والعمل بها، وننتظر منك في المستقبل -إن شاء الله- أخبارًا سارّة تُبشريننا بها عن حُسن الحال واستقامته.
نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير.