أعاني من انتكاسة حالتي وعودة الاكتئاب؟
2020-10-14 04:17:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل ثمانية عشرة سنة كان لدي اكتئاب شديد ووساوس أي منذ سنة ٢٠٠٢ ، وذهبت للطبيب النفسي، ووصف لي الفافرين والسولبرايد ٣ مرات باليوم، والحمد لله في عام ٢٠٠٥ شفيت تماما من الاكتئاب، وتم خفض الجرعة من الفافرين لحبه باليوم، ونصف حبة من السولبرايد كنوع من الوقاية من الانتكاسة، وكنت مواظبا عليها طوال ١٥ عشرة سنة الماضية، ولكن قبل شهرين تقريبا عادت إلي الأفكار الوسواسية والاكتئاب مجددا، أي بمعنى آخر انتكست حالتي.
ذهبت للطبيب ووصف لي دواء زولفت وبريكسال ولكسوبام، وتحسنت حالتي النفسية، أول شهر، ولكن مع المراجعة التالية تعبت كثيرا، فقام الدكتور بإضافة السولكس بمقدار كبسولة يوميا، ودواء اسمه بي كي ميرتز حبة يوميا، أي أنني سأتناول ٥ أدوية باليوم.
السؤال هل هذا التصرف سليم؟ وهل انتكاسة الاكتئاب ستطول؟ لأن الاكتئاب أصبح يؤثر على حياتي الاجتماعية والعملية، أفيدوني أرجوكم؟
وشكرا لكم على هذا الموقع الرائع، وبارك الله بكم لما تقدمونه من نصائح إيجابية ومفيدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
أنت لديك تجربة سابقة مع الاكتئاب النفسي، والحمد لله تعالى قد شُفيتَ منه، وكما شُفيتَ فيما مضى بحول الله وقوته سوف تشفى هذه المرة أيضًا.
اجعل هذا هو توجُّهك الفكري، ويجب أن تكون لديك القناعة المطلقة بذلك.
الأمر الثاني – وهو مهمٌّ جدًّا – أن تُدرك أن الإنسان هو عبارة عن مشاعر وأفكار وأفعال، الاكتئاب كثيرًا ما يجعل أفكارنا سلبية، وكذلك مشاعرنا، وعليه حتى نُقاوم ذلك يجب أن نكون حريصين جدًّا على أفعالنا، واجباتنا يجب أن نقوم بها: الصلاة في وقتها، الذهاب إلى العمل، الاهتمام بالأسرة، عدم التخلف عن أي واجب اجتماعي، ممارسة الرياضة.
هذه الأمور هي الأفعال الإيجابية تقريبًا التي إذا اهتمَّ بها الإنسان سوف تتبدّل المشاعر وتتبدّل الأفكار وتُصبح من سلبية إلى إيجابية جدًّا، وهذا المثلث السلوكي – أي: الأفكار، والأفعال، والمشاعر – يُركّز عليه الآن علماء النفس والسلوك جدًّا، ووجد أن هذا أحد الوسائل الممتازة لعلاج الاكتئاب النفسي، ليس فقط عن طريق الأدوية، الأدوية نعم تفيد لكن لابد أن يدفع الإنسان نفسه دفعًا نحو الإنجاز، يعني مثلاً – أخي الكريم -: الآن مثلاً إذا قمت بزيارة مريض في المستشفى، أنا متأكد أنه بعد الزيارة مباشرة سوف تشعر بمردود إيجابي عظيم، لأنك قد قمت بفعل عظيم.
أخي الكريم: إذا تواصلت مع أحد أرحامك، إذا قمت بواجب اجتماعي: ذهبت إلى فرح مثلاً، أو ذهبت لتقديم واجب عزاء، بعد الإنجاز سوف يعود عليك هذا الأمر بمشاعر إيجابية، مشاعر طيبة، وهذه هي الأفعال والأشياء التي تهزم الاكتئاب. فهذه هي نصيحتي لك.
والأمر الآخر: الرياضة وجد أنها تقوي النفوس، تزيل الاكتئاب، وترفع من الكفاءة النفسية، فاحرص عليها، وأنا أعتقد أن رياضة المشي تناسب عمرك جدًّا، فاحرص على ذلك.
هذه هي الأسس الأساسية، طبعًا تجتهد في عملك، تطور نفسك، تُرفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، تُرتّب نومك، تعتمد على النوم الليلي المبكّر، وتتجنب النوم النهاري، نمط الحياة هو الذي حقيقة يُعالج الاكتئاب أكثر من الأدوية.
بالنسبة للأدوية أخي الكريم: مع احترامي الشديد طبعًا لرأي طبيبك، وأنا لا أحب أن أنتقد أي زميل، أنا شخصيًا منهجي لا أُكثر من الأدوية، حيث إن المدرسة التي تخرجتُ منها وتدرَّبتُ فيها تُحتِّم أن تناول أقلّ عددٍ من الأدوية بجرعة صحيحة هو الأفضل، وبناء على ذلك أنا أرى أن عقار (زولفت)، سيكون دواءً ممتازًا جدًّا، ويمكن أن تصل بجرعته حتى مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم، وبعد ذلك بقية الأدوية حقيقة أنا لا أرى لها داعي، خاصَّةً الـ (لكسوبام)، لأنك قد تتعود عليه، ليس هنالك ما يمنع أن تتناوله بجرعة صغيرة متدرِّجة، لكن تناولك له يجب ألَّا يزيد عن أربعة أسابيع إلى ست أسابيع.
فيا أخي الكريم: راجع موضوع الأدوية مع طبيبك، وأنا أعتقد أن مبدأ استعمال أقلّ أدوية بجرعة فاعلة هو مبدأ طبي وعلمي وصحيح، ويقوم على الدليل العلمي الرصين.
ركّز كثيرًا على الآليات العلاجية غير الدوائية، حيث إنها مفيدة، وتذكّر – أخي – ما بدأت به حين ذكّرتك أنك قد شُفيت فيما مضى وسوف تشفى هذه المرة أيضًا بإذن الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.