زوجي يربط حياته العائلية ومشاكله بأخيه التوأم.. ماذا أفعل؟
2020-10-15 03:57:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري ٣٠ سنة، متزوجة وأم لثلاثة أطفال، أكبرهم عمره ١٠ سنوات، وأصغرهم عمره ٤ سنوات، أنا وأختي متزوجتان من توأم، ومنذ بداية حياتنا ونحن نعاني من المشاركة في كل شي صغيراً كان أم كبيرا، مثل ( الشقة، السيارة، الأغراض الشخصية)، وأزواجنا متعلقون ببعضهم تعلقا غريبا، وطوال اليوم هما في محادثات واتصالات مع بعضهم، سبب لنا هذا التعلق فيما بينهم مشاكل عديدة في حياتنا، يعني لا تستطيع واحدة منا أن تخرج مع زوجها وأطفالها بدون أختها وعائلتها، نفتقد الخصوصية في كل شيء.
أيضا أزواجنا عديموا المسئولية تماما، لا يبحثون عن وظيفة، أو أي شيء يكفينا سؤال الناس، أنا وأختي نبحث عن رزقنا ولقمة عيشنا وهم يبحثون عن اللعب واللهو والسهر خارج البيت، واذا حدث خلاف بين واحدة وزوجها حتى الثانية لا تسلم من الخلاف أبدًا، وقبل ذلك حدث خلاف تافه، وحصل طلاق لنا جميعا، وأيضا نعاني من أكاذيبهم، ومراوغتهم المستمرة، قرأنا كثيرا في الشخصيات وأتوقع أنهم من الشخصية النرجسية.
قبل فترة حدث خلاف بين أختي وزوجها اختلفوا، وذهبوا إلى والدتهم ليحكوا لها عن حياتنا، ثم ذهبنا نحن لنبين لها ما نعانيه من الحياة، ومن عدم بحثهم عن وظيفة، ولما عرفوا أننا ذهبنا إلى والدتهم طردونا من البيت مع أطفالنا، وسببوا لنا مشكلة كبيرة.
الآن أنا وأختي نريد الانفصال، لكن لدي طفل متعلق بوالده جدا، ومنذ أن طردنا من البيت وهو يبكي يريد العودة إليه.
أيضا أزواجنا لا يزورون أطفالهم، وأنا وأختي نعاني من كثرة سؤال الصغار عن والديهم.
أرشدونا، بارك الله فيكم، ماذا نفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم لجين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونتمنَّى من الله تعالى أن يُصلح أحوالك كلها.
نحن نتفهم المعاناة التي تعيشينها أنت وأختك، وكما ذكرتِ لعلَّ شخصية زوجك وشخصية أخيه مما يدعو إلى استشارة الأطباء النفسيين، فربما يكون لديهم ما يُعين على حلّ المشكلة، وهو جزء من الأخذ بالأسباب المشروعة.
ولكن فيما يخص طلب الطلاق من قِبلك أنت وتقرير فِراق زوجك أولا نقول – أيتها الكريمة -: إنّ ما وصفته من تضييعٍ لحقك وحق الأسرة مبرِّر شرعي لطلب الطلاق، فإن الزوج إذا لم يقم بحق المرأة من الإنفاق، ويكفيها ذلك فإن لها أن تُطالب بالطلاق ويرفع عنها الإثم أو الكراهة في طلب الطلاق.
ولكن قبل أن تُقرري هذا القرار وتمضي فيه نصيحتُنا لك أن تكوني حريصة كل الحرص على بقاء الأسرة ما أمكن ذلك، ولو تحمَّلتِ بعض الصِّعاب، لا سيما إذا كان يُرجى صلاح حال الزوج ورجوعه إلى الطريق الصحيح، والله سبحانه وتعالى أرشد المرأة إلى التغاضي عن بعض حقوقها والتنازل عنها إصلاحًا حتى تبقى الأسرة، فقال سبحانه: {وإنِ امرأةٌ خافتْ من بعلها نُشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يُصلحا بينهما صُلحًا والصلح خير}.
فهذه نصيحتُنا لك، وينبغي كذلك أن تستشيري العقلاء من أهلك الحريصين على مصلحتك، مثل الوالدين، والأعمام، والأخوال، فهم أدرى بالواقع الذي تعيشين فيه، واستخيري الله تعالى أيضًا.
كلُّ هذه الأسباب التي إذا أخذت بها وُفقت بإذن الله تعالى إلى القرار الصائب الصحيح، واجعلي نصب عينيك أن هذه الحياة لا تخلو من متاعب، وأن حُلوها مخلوطٌ بمرارة، فلا ينبغي للإنسان العاقل أن يبحث عن حُلْوٍ خالص، ولا راحة لا تعب فيها، فهذه طبيعة الحياة، ولكنَّها تتفاوت في حق بعض الأشخاص.
فنسأل الله تعالى أن يُقدر لك الخير ويُرضّيك به.