الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
قد اطلعت على رسالتك بكل تفاصيلها، وحقيقة أتعاطف معك جدًّا، لأني أعرف الآلام التي يمكن أن يُسقطها الوسواس على الإنسان، وقد قمنا بالإجابة على استشارتك التي رقمها (
2448225) وذلك بتاريخ 11 من هذا الشهر، أي قبل عشرة أيام، وقد تفضّل الشيخ أحمد الفودعي – حفظه الله – بإفادتك بجانب مما ذكرتُه لك.
أنا حقيقة أودًّ أن أقول لك بوضوح وبصراحة أن حالتك لن تتحسَّن تحسُّنًا معقولاً بدون تناول الأدوية، هذه الحدة الوسواسية والهيمنة الوسواسية ناتجة من الفورة الكيميائية الداخلية، مادة السيروتونين من الواضح أنها لديك في وضعٍ غير متوازن، وهذه المواد لا يمكن أن تُقاس في أثناء الحياة، فالتطبيقات السلوكية سوف تفيدك، لكن أعتقد أنك لن تستطيع أن تُطبق التعليمات السلوكية الإرشادية وتحقّر الوسواس دون أن يحدث شيئًا من الهدوء الداخلي في نفسك، وهذا يتم عن طريق الدواء.
هذا هو الذي أنصحك به – أيها الفاضل الكريم – وأنا حقيقة أفضّل وأحبِّذ أن تذهب الآن وتقابل طبيبًا نفسيًّا، أنت محتاج للعلاج، والعلاج موجود، فأنا من وجهة نظري أن العلاج في حالتك يظهر لدرجة الواجب، أنت مكلَّفٌ به، لأن الحكمة ضالة المؤمن، وما جعل الله من داءٍ إلَّا جعل له دواء، والأمر بالتداوي دلت عليه النصوص الشرعية، منها قوله صلى الله عليه وسلم: (فتداووا عباد الله)، والدواء علمه من علمه وجهله من جهله، ومَن دُلَّ عليه فقد علمه، ومن ترك التداوي والدواء فقد جهله، وها نحن ننصحك – أخي الكريم – وندلّك على الدواء، ونؤكد لك أن العلاج متوفر والعلاج المناسب لحالتك هو في الدواء، لكن العلاج يجب ألَّا يكون على الطريقة التي تُريدها أنت، اترك الأمر للخبير، اترك الأمر للطبيب، {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، وولي الأمر إذا كان طبيبًا ثقة فيجب أن تأخذ بما يقوله لك أيها الفاضل الكريم.
أنا لا أريد أن تحاور الوسواس حتى يصرعك، لا، الوسواس مرض خبيث جدًّا، يقنع صاحبه حتى لوسيلة علاجية معينة ويجعله يتجنب الوسائل الفعّالة. فخذها مني، واذهب إلى الطبيب، وأسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وبارك الله فيك.
وبخصوص سؤالك عن المحاسبة على الوساوس راجع: (
2170974 -
2216664 -
2306102 -
2132287).
وبالله التوفيق والسداد.