زوجي مدمن أفلام إباحية ولا يعطيني حقوقي.. ما نصيحتكم؟
2020-10-21 05:40:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات، ولدي طفلان، منذ بداية زواجي اكتشفت أن زوجي مدمن أفلام إباحية حتى أنه لا يعطيني حقوقي الزوجية، وحاولت معه كثيرا أن يترك هذه العادة بالنصح والخصام، ولكن لا فائدة كما أنه لا يصلي وللأسف حملت بطفلي الأول منذ بداية زواجي، فلم أستطع الانفصال.
أنا الآن جالسة في منزلي، لكني لا أكلمه، ولا أقوم بخدمته أبدًا كالطبيخ وتنظيف المنزل وكوي ملابسه، لعل وعسى أن يصلح من نفسه، ولكنه دائم الغضب علي.
أريد أن أستشيركم، هل أنا على خطأ بتصرفي هذا؟ هل استنفذت جميع الوسائل التي لدي لإصلاح أمره؟ وهل يقع غضبه علي؟ لأني لا أقوم بخدمته، مع العلم أنه لم يطلب مني فعل شيء صراحة ولم أطعه؟
جزاكم الله عنا خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وتسنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يهدي زوجك ويشرح صدره للخير، ونشكر لك غيرتك على محارم الله تعالى، وانزعاجك ممَّا يفعله زوجك من المنكرات، وهذه علامة على الخيرية فيك، نسأل الله تعالى أن يجعل عملك لله.
ونحن نتمنَّى أن تستمري في هذا الإنكار ولكن بالأسلوب الأنفع وبالطريقة التي يُرجى فيها تحصيل الثمرة، وفي الوقت نفسه لا بد أن تفرِّقي – أيتها الكريمة – بين إنكار المنكر وبين حقوق الزوج، بحيث لا تُضيعي شيئًا من حقوقه بحجة أنه يقع في بعض المعاصي، فلا يجوز لك التقصير في حقوق الزوج مع قيامه بحقوقك أنت بالمعروف والقيام بحقوق الزوجية، من الإنفاق في السكن والمأكل والمشرب ونحو ذلك.
فإذا كان الزوج يقع في بعض المنكرات فالواجب أولاً أن تحاولي نُصحه وردَّه إلى الخير، وهذا حقٌّ عامٌّ له ولغيره من المسلمين، ونحن نأمل أن تكون كلمتُك ذات وقعٍ على قلبه، فأنت أقرب الناس إليه، وربَّما كانت الكلمة الطيبة والأسلوب الليّن أنفع وأجدى من القسوة، فقد أمر الله سبحانه وتعالى موسى وهارون – وهما خيرُ الناس في زمانهما – حين أرسلهما إلى فرعون – وهو شرُّ الناس في زمانه – فقال لهما سبحانه وتعالى: {فقولا له قولاً ليِّنًا لعله يتذكّر أو يخشى}.
فالقول الليّن نافع ومفيد في غالب الأحوال، والله تعالى أمر نبيّه صلى الله عليه وسلم بأن يقول لمن يدعهم قولاً بليغًا يبلغ إلى قلوبهم، فقال له سبحانه وتعالى: {وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغًا}.
فنحن ننصحك بأن تتخذي الوسائل التي تبلغ إلى قلب زوجك وتُؤثّر عليه، وأنت مأجورة أجرًا عظيمًا في هذه المحاولات التي تبذلينها لإصلاح زوجك، فإن أعظم الأعمال التي يقوم بها الإنسان المسلم أن يدعوَ غيره إلى الله تعالى وإلى طاعته، كما قال سبحانه: {ومن أحسن قولاً ممَّن دعا إلى الله}، فاحتسبي كل خطوة تقومين بها وكل محاولة تبذلينها، ولك في ذلك الأجر العظيم.
اصبري على زوجك، وكرري له النصيحة، وأسمعيه المواعظ التي تُخوفه من الله تعالى وتُذكّره بالجنّة والنار والوقوف بين يدي الله للحساب والجزاء، وأهوال القبر وما فيه من ظلمات، كلُّ هذا لعلَّه يُفيد فيه ويُؤثّر، واستعيني بكل وسيلة يمكن أن تُؤثّر عليه من أقاربه، وأنشئي علاقات أسرية مع الأسر التي فيها رجال صالحون، فإن الصاحب ساحب، ولا تمتنعي من القيام بحقوقه أو الإحسان إليه إلَّا إذا كان ذلك الامتناع سيُؤثّر عليه ويردُّه إلى الطريق الصحيح ولم يكن من الواجبات عليك كحق الفراش وغيره، فحق الخدمة إذا رأيت أن تركك له قد يُسبِّب إصلاحه فبها ونعمت، وإلَّا فنصيحتُنا لك ألَّا تتركي ذلك، وأن الأجدى والأنفع له أن تُباشري خدمته والرفق به والإحسان إليه، فذلك أجدى نفعًا بإذن الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.