وضعي المالي أثر على حالتي النفسية والجسدية، أفيدوني بنصحكم.
2020-10-28 11:25:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب فلسطيني أردني الجنسية أعمل في السعودية، لدي شهادة جامعية في الكمبيوتر نظم المعلومات الحاسوبية، وحاليا أعمل لأجل مساعدة أهلي في مصاريفهم ودعمهم ماديا منذ 2014 وإلى الآن 2020.
لم أستطع جمع مبلغ مالي لعمل شيء لنفسي دراسيا أو عاطفيا، مثل دراسة عالية أو زواج ببنت أريدها لعدم توفر المال الكافي لدي.
وعندما أقصر بحق أهلي بالمصروف احس بذنب كبير، وأمي دائما تعطيني طاقة سلبية بأنني عاق، وليس لدي إحساس بالمسؤولية إذا قصرت بحقهم بالمال لأسبابي الشخصية، وهذا الشيء يؤرقني من جهة أنني لم أفعل شيء لنفسي طول هذه السنين، ولا أستطيع ترك أهلي بدون مصاريف، علما أن أهلي لديهم ٨ أبناء، ٣ كبار متزوجون وأنا رقم ٤، ويأت بعدي ٤ أخوة صغار.
أمي وأبي كلهم يحتاجون الدعم، وإخواني المتزوجون أوضاعهم المادية متواضعة جدا، والآن يا إخوان أنا عالق نفسيا وعاطفيا وماديا وأعمل عملا لا أحبه، والله فقط من أجل مساعدة أهلي والعيش على القليل، والآن أمر في حالة نفسية سيئة جدا حيث أصابني البهاق في جلدي، ودائما وجهي مهموم، وليس لدي طاقة لفعل شيء، ودايما مشتت ذهنيا وعاطفيا، وعندي أمور أدمن عليها منذ المراهقة مثل العادة السرية، ولدي عادة جيدة مثل القراءة، والقراءة تساعدني على التحسن، ولكن حالتي النفسية تثقل علي القراءة الآن، وصلاتي متقطعة أحيانا.
أفيدوني -يرحمكم الله- وأعطوني الحلول لأنني تعبت من حالتي وأريد الهجرة، أو تغيير وضعي الحالي، وليس لدي طاقة كافية نفسيا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وأن يُعينك على الخير، وهنيئًا لك بحرصك على مصلحة والديك وأسرتك، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
شرفٌ للإنسان أن يقضي شطرًا من عمره ويبذل أمواله في مساعدة أهله، والذي يكون بارًّا بأهله وبوالديه سيوفقه الله -تبارك وتعالى-ولا يمكن أن يبوء بالخذلان، فأبشر بالخير، واستمر على ما أنت عليه، واجتهد في البحث عن الأحسن والأفضل، لكن دون أن تتضايق، فمثُلك يتشرَّف، مثلك يسعد، ومجرد مساعدة الناس تُسعد الإنسان، فكيف إذا كان الإنسان يعمل لمساعدة أهله، ولا تقف أمام كلمات الوالدة، فإنه يخفى عليها الحال الذي أنت فيه، وهي أيضًا تُقدِّر ما تقوم به، والبر عبادة عملية لربِّ البريّة، وهي عبادة وطاعة لله -تبارك وتعالى-، فالذي يرضى فيها هو الله -تبارك وتعالى-.
فإذا كنت قد أدَّيت ما عليك، حتى لو تضجرت الوالدة أو اشتكى الأهل فإن الله لا يكلف نفسًا إلَّا وسعها، وأنت مأجور على ما تقوم به، ونسأل الله أن يُعينك على الاستمرار في هذا العمل الذي سيكون -إن شاء الله- مفتاحًا للخير لك ومفتاحًا للنجاح.
ثم استمر في العادات الجميلة، مثل القراءة، وتوقف عن العادات السالبة لأنها خصمٌ على سعادتك، ولأنها لا تُعينك على الخير، واستمر في كل عملٍ صالح، وأرجو أن تبدأ الإصلاح والتصحيح بالمحافظة على الصلاة، لأنها مفتاح الرزق الأول، فاحرص على الصلاة، واسأل الله -تبارك وتعالى- من فضله، وارضَ بما أنت عليه، وانتظر الغد بأملٍ كبير وبثقة في ربنا المجيد -سبحانه وتعالى-.
نسأل الله أن يُسهّل أمرك، وأن يُلهمك السداد والرشاد، وإذا أردتَّ الهجرة فلا مانع شريطة أن تُخطط لها جيدًا، وأن تدرس الموضوع جيدًا، واستفد من خبرات مَن سبقوك إلى بلاد المهجر، فإن الأمور بعد أزمة كورونا تتغير، وأوضاع الدنيا تتغيّر، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يرفع الغُمَّة عن الأُمَّة والبليَّة عن البشرية، وأن يُعينك على ما أنت فيه من الخير، وأبشر بالخير، واحرص على ذكر الله، فهو سببٌ للطمأنينة والراحة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.