زوجي ينفر مني ولا يعجبه إن اشتكيت أو سكت!!

2020-11-01 01:23:18 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

زوجي لا يطيق الشكوى أو الكلام أصلا، فعندما أكون متعبة صرت أسكت، ولكن هذا أيضا لا يعجبه، لأني أكون مغضبة، ويظهر ذلك على وجهي، فقال لي: بأن أذهب لأمي حتى أهدأ؛ لأنه لا يطيق النظر إلي، وعندما ذهبت لأحضر أشيائي وجدت أن والدته أغلقت الباب بالمفتاح كي لا أستطيع الدخول، فما الحل؟ هل أتركه؟ ومن يكفل لي كرامتي إن عدت؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يُصلح بينك وبين زوجك، وأن يُؤلِّف القلوب، وأن يُصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

لا شك أن من الأزواج مَن يتضايق من كثرة الشكوى من الزوجة، ونحن حقيقة ننصح كل زوجة أن تُقلِّل الشكوى، وأن تختار المكان والوقت المناسب لحكاية ما عندها من آلام وما عندها من معاناة، وأعتقد أن الإشكال دائمًا بين الأزواج هو سوء اختيار الوقت، فمن الزوجات من يأت الزوج من العمل وهو جائع وهو متعب وهو يواجه ربما مشاكل، زحام في الطريق، أو مشكلات إدارية في العمل، أو أزمات مالية، تبدأ هي تشكو وتواجهه، والرجل طبيعته مختلفة، طبعًا المرأة عندما تشكو وتتكلم تفضفض وتُريد أن تُخرج ما في نفسها وترتاح، لكن الرجل لا يُركّز إلَّا في قضية واحدة، فإذا رجع الرجل وهو جائع فلا يُفكّر إلَّا في الطعام، أو كان متعبًا فلا يُفكّر إلَّا في النوم، أو كان يحتاج إلى أهله فلا يُفكّر إلَّا في العلاقة، فعند ذلك ينبغي أن يكون الكلام بعد إشباع حاجته الأساسية، إن كان جائعًا أطعمناه، وإن كان متعبًا هيأنا له فرصة النوم، إن كان يحتاج إلى أهله تهيأت له، ثم بعد ذلك يكون الوقت المناسب الذي تعرض فيه ما عندها.

وكذلك أيضًا نوع الكلام له أثر، فكثير من الأخوات تشتكي دائمًا: "أختك فعلت، ووالدتك فعلت، وأنا لا أطيق هذا البيت"، طبعًا من حقها، نحن نقول: قد تكون هناك معاناة، لكن أيضًا يصعب على الرجل أن يسمع مثل هذا الكلام، وعلى الرجل أيضًا أن يعرف أن زوجته قد تكون مظلومة، وعند ذلك هي تحتاج إلى دعم معنوي، كثير من الرجال لا يفهم أن الزوجة لا تريد حلولا لمشاكلها، إنما تريد دعمًا معنويًّا، فلو أن المرأة اشتكت للرجل فإن ممَّا يُطيب خاطرها أن يُحسن الاستماع، بل أن يُنصت، والمرأة تُحب المنصتين، ثم بعد ذلك يوفر لها دعما معنويا: (الله يبارك فيك، لو ما أنت نحن تعبنا، أنا مُقدر هذه الصعوبات، لكن أنا فخور، عندي امرأة عظيمة)، يعني: هي تحتاج لمثل هذا الدعم المعنوي، لو وجدت مثل هذا الكلام فإنها تحتمل كل الصعاب.

ولذلك حتى يفهم زوجك هذه الأشياء، وحتى تفهمي أيضًا أنت طبيعته كرجل، أرجو أن تجتهدي في إعادة الأمور إلى وضعها الصحيح، وتُوقفي هذه الشكاوى، وإذا أردت أن تشتكي تختاري لها الوقت المناسب والألفاظ المناسبة والأسلوب المناسب، وتنتقي العبارات، وعلى زوجك أيضًا أن يُدرك أنك بالكلام تُجددين مشاعرك وتُخرجين ما في نفسك، وأن الزوجة لها رصيد أكبر من الكلمات تحتاج إلى مَن تتكلم معه، وإذا لم يستمع إليها الزوج فمن الذي يستمع إليها؟، وإذا لم تعرض آلامها على الزوج فعلى مَن ستعرض آلامها؟

الرجل أيضًا يحتاج إلى توجيه، لكن ريثما يحدث هذا أرجو أن تعودي إلى بيتك، وتتحمّلي الوضع، ثم شجعي زوجك بالتواصل معنا حتى يسمع التوجيهات المناسبة، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق، واعلمي أن كرامتك في طاعتك لله تبارك وتعالى، وما بينك وبين الزوج أكبر من مثل هذه المواقف الصغيرة التي تمرّ.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.

www.islamweb.net