أعاني من الخوف والقلق المزمن وكثرة التفكير.. ما النصيحة؟
2020-11-05 01:08:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا سمحتم بتقدمي للاستشارة، أنا طالب في ال١٩ من عمري، أعاني من الخوف والقلق المزمن، وكثرة التفكير والحسابات، والإكتئاب، وهذا الشيء أثر على علاقاتي وعلى دراستي بشكل عام، حاولت كثيرًا الإقلاع عن التفكير السلبي، والخوف من الأحداث القادمة، أنا طالب طب أسنان السنة الثانية ومغترب، حاولت أخذ بروزاك دون وصفة، لكن خفت من أعراضه الانسحابية، راجيًا منكم النصيحة، وعذرًا للإطالة عليكم..
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
القلق والخوف طاقات مطلوبة في حياتنا، الذي لا يخاف لا يحمي نفسه، والذي لا يقلق لا ينتج ولا يتقدَّم ولا ينجح، لكن هذه الطاقات النفسية حين تتراكم وتحتقن وتسير في مسارات خاطئة بالفعل تكون آثارها سلبية.
ليس من الضروري حقيقة أن تسمي حالتك بأنها حالة اكتئابية، أنا أعتقد أن القلق وشيء من عدم الاطمئنان هو الذي هيمن عليك، وجعلك تكون بهذه الكيفية.
الإنسان يتذبذب في مزاجه وفي استفادته من القلق، وكلُّ شيء في الدنيا ينقص ويزيد حتى الإيمان.
يجب أن تعرف وبصورة جلية أن مقدراتك الأساسية موجودة، ومهاراتك متوفرة، هذا أهم شيء. وعليك أن تنقل نفسك من الفكر السلبي، أنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، حاول أن تُركّز عليها، حاول أن تكون في رفقة زملائك من المتميزين والصالحين من الطُّلاب، استدرك قيمة العلم، وفكّر في نفسك بعد أربع أو خمس أو ست سنوات من الآن ما هو موقفك وما هو موقعك وأين أنت؟ ... هذه كلها محفّزاتٍ أخي الكريم.
مارس الرياضة، مهمَّة جدًّا، اخرجْ ورفِّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، اجعل الصلاة على رأس الأمر بالنسبة لحياتك، وصلِّ الصلاة في وقتها، وعليك بالورد القرآني اليومي، واحرص على الدعاء، وحافظ على الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – وصِل رحمك، وبرَّ والديك، هذه هي الطرق العملية والطرق الجيدة والطرق الممتازة التي تحول القلق من قلق سلبي إلى قلق إيجابي، والخوف وعسر المزاج كلها تتحول إلى طاقات نفسية إيجابية.
من وجهة نظري هذا هو المطلوب في حالتك، وليست الأدوية التي أثرت في حالتك، الأدوية قد تلعب دورًا بنسبة 20 إلى 25%، والبروزاك على وجه الخصوص ليس لديه أي آثار انسحابية، البروزاك يتميَّز بأن له إفرازات ثانوية، المادة الأصلية هي الـ (فلوكستين)، وحين يتوقف الإنسان عن البروزاك تبدأ الإفرازات الثانوية التي تُسمَّى (نورفلوكستين)، وهذه تظلُّ في دم الإنسان من سبعة إلى عشرة أيام بعد التوقف عن الدواء، وهذا هو الذي يمنع الآثار الانسحابية، فليس هنالك ما يمنع أن تتناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.
لا تحتاج لجرعة أكثر من هذا، الذي تحتاجه هو الجوانب السلوكية والنفسية التي تحدثنا عنها سلفًا.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.