الانغماس في الضحك ثم الانغماس في البكاء هل هو طبيعي؟
2020-11-02 00:40:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ابنتي عمرها 14 عاما، وأجدها تفعل شيئا كنت أظنه طبيعيا، ولكن مع الوقت بدأ يضايقها، وهو أنها تشعر بالفرحة وتنغمس في الضحك، ووقتا آخر تشعر بالغضب وتنغمس في البكاء، حتى تقارب الوقت بين الحالتين، فهل هذا طبيعي، أم أنه مؤشر لمشكلة كامنة؟
ألف شكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مشاعر الفرح ومشاعر الحزن تمثل مشاعر طبيعية يعبر عنها الأطفال والمراهقون والبالغون كل بدرجة متفاوتة، وتعتمد درجة التعبير تلك على الموقف المفرح أو المحزن، وعلى خبرة المراهق في الحياة، وما أكثر الأشياء التي تؤدي بالمراهق إلى الفرحة ومن ثم الضحك، بل والانغماس فيهما؟!
وهناك بعض المواقف المحبطة التي قد تؤدي إلى شيء من فقدان الثقة بالنفس، وشيء من الحزن لفقدان صديق، أو لعدم الحصول على علامات جيدة في المدرسة، أو لتنمر البعض على المراهق وعدم قدرته على الرد بحجة منطقية، ووقف المتنمر عند حده.
ولا شك أن تلك المواقف العاطفية سواء بالفرح أو البكاء تمثل أمرا طبيعيا لا علاقة بينه وبين الأمراض النفسية، والمهم هو مصاحبة الطفل والمراهق خصوصا الأم لكي تبوح لها بكل ما يدور بعقلها، وبالتالي تستطيع الطفلة والمراهقة التحكم في انفعالاتها سواء انفعال الفرحة والضحك أو انفعال الحزن والبكاء، مع أهمية تجنب العقاب البدني كأحد وسائل تصحيح الأخطاء، لأن نتائجه عكسية، والخسائر من تلك الوسيلة أعظم بكثير من الفائدة، ولن تبوح الطفلة أو المراهقة بما في داخلها، وهي تنتظر لوما أو توبيخا أو عقابا بدنيا.
والمهم في ذلك ألا تَشمل نوبات البكاء عدم وضوح السبب، وألا تتعلق مشاعر الغضب بأسباب صغيرة وتافهة، وألا يعاني الطفل والمراهق من عصبية المزاج، وأن تكون مستمتعة بالأنشطة المعتادة، وأن يكون لديها اهتمام بالعائلة والأصدقاء، مع أهمية إعطاء الطفلة المزيد من الثقة بالنفس، وعدم تحقير النجاحات الصغيرة، مع تجنب التركيز على الإخفاقات الماضية أو المبالغة في اللوم والنقد.
وفقكم الله لما فيه الخير.