التشتت والقلق المستمر والخوف من الموت ينغص حياتي.. أرشدوني
2020-11-08 04:18:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة، عمري ٢٧ سنة، منذ شهر ظهرت لي نوبة قلق وهلع، وشعرت أنها نوبة قلبية، وأحسست بالموت بكل لحظة، وذهبت للأطباء، والحمد لله أن كل فحوصاتي بخير، حاولت التغلب على الشعور ومواجهة خوفي من الموت، وتحسنت لكن إلى الآن لا أشعر بالراحة أبدا، وأشعر بالموت وبالاختناق والبكاء بدون سبب.
للعلم خلال الـ ٤ سنين الماضية، وبدون سبب، فقدت الاهتمام بنفسي تماما، وفقدت الشغف وحب الحياة، واعتزلت الناس وأصدقائي، وأكره نفسي كثيرا، وكنت أشعر بأن الموت قريب مني، أو من عائلتي، كنتُ أخاف دائما أن يحدث لهم شيئا.
أنا أثق بربي، لكن الموت حق، وأخاف كثيرا عليهم، لكني رغم كل هذا لم أشعر بأعراض النوبة المخيفة الحالية، ولم أكن أخاف من أي مرض، وكان تفكيري أن المرض تكفير ذنوب فقط.
دائما ما كنت أريد العلاج نفسيا عن هذا التفكير لكني أؤجله، لكني الآن الأفكار تقتلني، لا أستطيع الاستمرار بحياتي هكذا، أشعر بصراع وتضارب أفكار.
حياتي والحمد لله شبه كاملة، محبوبة جدا من عائلتي، وأصدقائي والناس، لكني أكره نفسي وأقول لماذا أنا هكذا، وأنا أملك نِعم لا تعد ولا تحصى -والحمد لله-.
لماذا أنا ضعيفة؟! لم أكن هكذا أبدا، لا أعرف ما الذي أوصلني لهذا الحال، الآن تقربت من ربي كثيرا، وأستحي من ربي إذا ذهبت للطب النفسي وأنا عندي ربي والقرآن وقيام الليل، وهم أقوى العلاجات، لا أعرف هل أنا لا أدعو الله جيدا وطريقتي خاطئة؟
لا أعرف ماذا أريد بالضبط؟ أكملت الهندسة لكنني لا أحبها، ولا أريد العمل بها ولا بغيرها حتى، أشعر إنني لا أُريد شيئا.
ضائعة جدا، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد عانيت من نوبات هلع واضحة، وطبعًا نوبات الهلع تعتبر من حالات القلق والتوتر، ولذلك تكون الفحوصات سليمة؛ لأنها ليست مرضًا عضويًّا، والآن تعانين من أعراض اكتئاب واضحة – أختي الكريمة – وهي من الأشياء التي دائمًا تحدث بعد نوبات الهلع، أعراض الاكتئاب أو حدوث اكتئاب بعد نوبات الهلع من الأشياء الشائعة جدًّا، وهذا ما يحدث معك الآن، تُعانين من أعراض اكتئاب واضحة.
الحمد لله أنك ملتزمة وقريبة من الله، وهذا -إن شاء الله- سيساعدك كثيرًا في التغلب على ما تعانين منه، ولكن هذا لا يمنع من الذهاب للطبيب النفسي وطلب المساعدة الطبية، فالاكتئاب مرض مثله مثل الأمراض الأخرى، ويحتاج إلى علاج، فإن شاء الله قربك من الله والتزامك الديني سيساعدك كثيرًا في الشفاء، ولكن كما ذكرت هذا لا يمنعك من الأخذ بالأسباب والذهاب إلى طبيب نفسي، ومقابلته حتى يقوم بالكشف عليك، ودراسة حالتك، ومن ثم إعطائك العلاج المناسب.
والله الموفق.