قلق ووساوس وأفكار سوداوية.. ما الحل؟
2020-11-09 04:40:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
مشكلتي هي أني أعاني من وسواس وقلق وتوتر، أدي بي إلى الشرود الذهني، وعدم التركيز والسرحان، والسبب بأنه قبل شهرين جاءتني آلام في الظهر، ورحت للدكتور، وقال لي إنه شد عضلي بسيط، لكني لم أقتنع، ورحت عند كذا دكتور وأريتهم الأشعة، وقالوا لي إنه شد عضلي، وكان علاجي له بطريقة غلط أنه ما أخرج من البيت، وأغلب وقتي في الفراش، لكني بسبب الطريقة هذه جاءتني الوساوس والقلق، وقلت سأجرب الخروج أمشي كل يوم نصف ساعة، والحمد لله بدأت أمشي، لكن مع الأيام وبسبب الضغط النفسي قررت مرة أن أمشي على السير، ومشيت بطريقة غلط، (أمشي بهرولة وبدون جزمة -أكرمكم الله-) ومن بعدها جاءتني آلام في الركبة، والحين رجعت مثل أول مستلق على السرير، ورحت للدكتور، وقال لي هذه بسبب السير، وعضلاتك ضعيفة، أعطاني فيتامينات، ولكن ما فيه أي تحسن المشكلة التي أواجهها أني أعاني من قلق واكتئاب وأفكار سوداوية، لدرجة أني بحثت في النت عن الأعراض، ووجدت بأنه قد يكون عندي الروماتزيوم، من بعدها سرت أحس بثقل في جسمي لا أستطيع الوقوف كثيرا، رجلي يالله تحملني، ولا أخفيكم أني رحت عند دكتور نفسي قال لي أنت عندك قلق واكتئاب، وأعطاني سيبراليكس واندريال، ولي تقريبا أسبوعين وداخل في الأسبوع الثالث، ولا فيه أي تحسن.
وباختصار الأعراض التي أحسب بها ( قلق - شرود في الذهن - عدم التركيز - عدم الصبر - آلام الركبه - النسيان المستمر ).
قد يخونني التعبير، لكني أتمنى موضوعي وصل لكم، والله يكتب لي الشفاء ويمتعكم بالصحه والعافية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حكمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
الوساوس والقلق والتوترات والمخاوف هي ظواهر منتشرة وسط الناس، والقلق يمكن أن نوظفه لنجعله قلقًا إيجابيًّا، وذلك بأن ينخرط الإنسان في مهامه الحياتية بإقبال، وأن يُمارس الرياضة، وأن يكون إيجابيًا في تفكيره.
موضوع آلام العضلات وتخوفك من الروماتيزم وخلافه: أعتقد – أخي الكريم – القلق والوساوس لها دور في ذلك، كما ذُكر لك هو نوع من الانشداد العضلي، وقطعًا الهرولة على السير بالصورة التي ذكرتها أيضًا تؤدي إلى آلام عضلية، وأن شخصيًا لي تجربة مع هذا الموضوع. فيا أخي: هوّن عليك، أرجو أن تمارس تمارين رياضية خفيفة، ورياضة السباحة قد تكون هي الأفضل والأحسن بالنسبة لك، وحاول أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، من خلال النوم الليلي المبكّر، ولا تنم أبدًا في أثناء النهار.
هذه هي نصائحي لك، وأي فكر سوداوي – أخي الكريم – يجب أن يرفض ويجب أن يُلفظ، الحمد لله أنت بخير، ولك إيجابيات كثيرة في الحياة، أنا متأكد من ذلك، وأنت في بدايات سن الشباب، الله تعالى حباك بطاقات كثيرة جدًّا، فيجب أن تستفيد منها، أحسن إدارة وقتك، أقبل على الحياة بإيجابية، اجتهد في عملك أيًّا كان نوعه، أحسن التواصل الاجتماعي، احرص على العبادات، كن بارًّا بأهلك.
فيا أخي: هذه كلها حقيقة أمور توجّه الطاقات النفسية السلبية توجيهًا إيجابيًّا، وتجعل الإنسان يستفيد حتى من القلق، حتى من الوسوسة، وحتى من الاكتئاب، هذه نحولها إلى طاقات إيجابية، وهذا ليس مستبعدًا أبدًا، فلا تنزعج.
النوم الليلي المبكّر يُحسِّن التركيز، لا شك في ذلك، لأنه يحدث ترميمًا لخلايا الدماغ، والإنسان يستيقظ مبكّرًا، يُصلي الفجر، يقرأ ورده القرآني، تقوم بحركات إحماء عضلية، وهذا كلُّه يعود عليك حقيقة بالتركيز الحسن، بالمعنويات العالية، ونقول دائمًا للناس: {واذكر ربك إذا نسيت}، الإنسان حين يلاحظ أنه ضعيف التركيز يجب أن يذكر الله ويُكثر من ذكره ويُكثر من الاستغفار.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أطمئنك أخي الكريم، السبرالكس دواء رائع جدًّا، لكن يحتاج لفترة حتى يتم البناء الكيميائي، أسبوعين ليست مدة كافية أبدًا، وأنت تحتاج قطعًا أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا؛ لأن هذه هي الجرعة العلاجية بالنسبة للوساوس، عشرة مليجرام تكفي لعلاج القلق، لكنها لا تكفي لعلاج الوساوس.
فاستمر على السبرالكس – أخي الكريم – واتبع إرشادات طبيبك في هذا السياق، وطبِّق ما ذكرتُه لك من إرشاد، وإن شاء الله تعالى أمورك تتحسَّن وتُصبح إيجابية جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.