بسبب تشخيص السكري أصبت بالخوف من الأمراض
2020-11-19 00:25:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 29 سنة، منذ 4 أشهر شخصني الطبيب أنا وأختي بمرض السكري، ومنذ ذلك الحين وأنا في مزاج معكر، كرهت كل شيء، ولما أعدت التحاليل وجدت أني لا أعاني من السكري، ولكن ازداد عندي التوتر والتفكير، وأصبحت الحياة لا تعني لي شيئا، وتراودني أفكار الانتحار والإصابة بالجنون، وأفكر دائما في الماضي، وأشعر بالندم على ما فعلته، علما أني محافظ على الصلاة وقراءة القرآن، وعندما أرى مرضى نفسيين أشعر بخوف شديد.
ذهبت إلى طبيب نفساني، أعطاني نصائح بتعديل النظام الغذائي وممارسة الرياضة، علما أني عندما أمارس الرياضة يعتدل مزاجي، وأتخلص من الخوف، أريد الخروج من هذه الحالة، ساعدوني أرجوكم، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
أخي: الناس تتفاعل بصور وجدانية مختلفة، فهنالك تباين واختلاف، وتقبّل الأخبار السيئة يختلف الناس أيضًا في تحمِّله، وحين ذُكر لك أنك تعاني من مرض السكر – وكذلك بالنسبة لأختك – تأثّرتَ، وأنا أرى أن ذلك تفاعل إنساني طبيعي جدًّا، لكن يجب ألَّا يكون بالمبالغة التي حدثت لك.
الذي يظهر لي أنه أصلاً لديك استعداد لقلق المخاوف، لذا كان التأثير النفسي عليك كبيرًا، وحدث لك ما نسميه بـ (عدم القدرة على التكيُّف) أو (عدم القدرة على التوائم).
أخي: الأمر بسيط جدًّا، حتى ولو افترضنا أنك مُصاب بمرض السكر هذه ليست مصيبة، هذه ليست كارثة أبدًا، والإنسان حين يعرف ما به مبكّرًا هذا أمرٌ جيد وأمرٌ طيب، حتى يُهيأ حياته بالكيفية التي تتماشى مع علّته، والحق عز وجل أعطانا القدرة على التكيف، أعطانا القدرة على التطور، أعطانا القدرة على التوائم، فيجب أن تعيد طريقة تفكيرك هذه، والحمد لله أنت الآن اتضح أنه ليس لديك مرض السكر، وإذا كان السكر قد أثبت عند أختك فيجب أن تُساندها، ويجب أن تشجعها، ويجب أن ترفع من معنوياتها.
وفي ذات الوقت أنت يجب أن تكون تحت المتابعة، هذا أمرٌ ضروري، ما دام قد ذُكر لك أنك تعاني من مرض السكر ثم نُفي هذا الأمر؛ هذا النفي شيء طيب، لكن ربما يكون لديك قابلية واستعداد جيني، ما دام السكر قد وجد عند أختك، وعلاج السكر الآن أصبح في متناول اليد وطرق الوقاية موجودة، على العكس تمامًا، مريض السكري إذا أخذ الأمر بجدية يمكن أن يعيش حياة صحية جدًّا: ترتيب الطعام، ممارسة الرياضة، تجنب السكريات، ويعيش حياة طبيعية جدًّا، هنالك مَن ولدوا أو أطفال صغار جدًّا شُخِّصوا بمرض السكر، وشاهدناهم يعيشون حياة طيبة وممتازة جدًّا، يفقهون على الأنسولين، يفقهون على جرعات الأنسولين، يفقهون ويعرفون ما هي نوعية الأطعمة التي يجب أن يأكلونها، أعرفُ أطفالاً في عمر ست سبع ثمان سنوات وقد حدث لهم تكيّف وتواؤم تام مع هذه العلة.
فيا أخي الكريم: انظر للموضوع بصورة إيجابية جدًّا، واسأل الله تعالى أن يحفظك، وأنت رجلٌ تصلي وقارئ للقرآن، واعرف – يا أخي الكريم – أن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
وممارسة الرياضة – كما ذكر لك الطبيب – مهمة جدًّا، لأن الرياضة تقوي النفوس كما تقوي الأجسام، وأريدك – أخي – أن تنطلق وتنتشر في الحياة، تكون شخصًا فعّالاً، تقوم بواجباتك الاجتماعية، ترفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، تصل رحمك، تقرأ، تطلع، أشياء طيبة في الحياة يجب أن تكون هي منهجك، و-إن شاء الله تعالى- هذه تجعلك تتكيف بصورة إيجابية جدًّا مع وضعك النفسي والجسدي.
بالفعل الأفكار الانتحارية أفكار شيطانية، وقطعًا لا تناسب أبدًا شخصًا مثلك – أخي الكريم – فأكثر من الاستغفار، واستعذ بالله تعالى من الشيطان، وعش الحياة بقوة وبأملٍ وبرجاء.
أنا لا أراك في حاجة لأي علاج دوائي نفسي، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.