عمري 30 سنة ولدي أسرة وأريد دراسة الطب.. ما نصيحتكم؟
2020-11-25 02:53:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
إخوتي في الله: أنا امرأة متزوجة، في 30 من العمر، درست في الجامعة تخصصا لا أحبه، والآن بعد كل هذا العمر أصبحت لدي رغبة قوية لتحقيق حلمي منذ الطفولة، وهو دراسة الطب وبالتحديد الجراحة، وزوجي موافق على ذلك، ومساند لي، ولكم يتبادر إلى ذهني أني الآن في عمر يكمل الناس فيه الدراسة، وإن درست الطب فلن أكمل حتى عمر الأربعين، وكأني الآن مسؤولة عن بيتي وزوجي وطفلتي، ولا يحق لي الدراسة، فأنا الآن أريد نصيحتكم.
علما أني أحب الطب بشدة وأظنني أستطيع أن أكون جراحة ناجحة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عفاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً ومرحباً بك.
بداية أود أن أُحيي فيك علو الهمة والشغف وسعيك الدؤوب للتميز في طلب العلم والتعلم.
وأطمئنك أنّ هناك عددا لا بأس به ممن بدأ دراسة الطب في سن متقدمة، وبعضهم قريبا من عمرك، وما المانع غاليتي في هذا؟ فما زلت في عمر يمكنك العطاء والتقدم والتميز، ولكن العقبة هي إيجاد الدخل المالي للصرف على الدراسة، فإذا توفر هذا، وكانت لديك الرغبة في هذا التخصص، فأنصحك أن تتوكلي على الله، وأن تبدئي في التحضير له بعد صلاة الاستخارة، فالخيرة فيما اختاره الله.
واعلمي أنّ الجهد يجب أن يكون على قدر الحلم، فمن يحلم بكلية الطب يجب أن يكون مجتهدا وذكيا وصاحب قدرات عقلية عالية وقدرة على السيطرة على النفس ورغباتها وعنده إدارة عالية لوقته وأعماله، وخاصة أنك متزوجة ولديك طفلة، ولكن يهون عليك كل هذا أمام دعم زوجك لك، وهنيئاَ لك بهذا الزوج الذي قل مثيله في هذا الوقت.
وأريد منك أنّ تُجيبي نفسك على هذه الأسئلة التالية لتعينك على اتخاذ قرارك وتحقيق حلمك:
الطب حلم طفولتك وأمل حياتك منذ سنين، هل تعتقدين أنك جاهزة لدخول الامتحانات الآن والحصول على معدل متفوّق لتأهيلك تنافسيا لدراسة الطب؟
هل زوجك من سيدعمك ماديا لتنهي دراستك؟
هل أنت مستعدة لهذا نفسياً قبل جسديا؟
إن كان الجواب نعم فهذه إشارة جيدة.
إليك بعض النصائح من القلب:
أنصحك أنّ تقرئي حول تنمية الذات لتنمي لديك مهارات الثقة في النفس وفقه الحياة من جميع جوانبها، ومن خلال هذه المهارات ستتعلمين أمورًا جديدة أنت بحاجة إليها.
لا تجعل كلام الناس السلبي يؤثر فيك وفي شخصيتك فيما يتعلق بدراسة الطب.
انظري إلى نفسك بثقة وقوة، وأحسني الظن بالمستقبل، وانظري إلى نفسك نظرة كلها فخر واعتزاز وتقدير واحترام لما وصلت إليه، فتقديرك لذاتك يُغير حياتك.
مارسي بعض أنواع الرياضة، وتعلمي الاسترخاء والتأمل، واشكري الله على ما خلق لنا من نعم في هذه الدنيا، وتجنبي السهر قدر المستطاع، وأنا أعلم أنَّ دراسة الطبّ تتطلب السهر والجهد الدؤوب، ولكن حاولي أن تأخذي قسطًا من الراحة الجسدية والفكرية.
أسأل الله الغفور أن يهديك إلى الصراط المستقيم، وأن يرزقك الشعور بالطمأنينة والراحة والثقة، وأرجو أن تطمئنينا عنك -دكتورة عفاف-.