أعاني من اكتئاب وأعزل نفسي عن العائلة، فما العلاج؟
2020-11-29 00:49:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من اكتئاب شديد منذ كنت بعمر 14 سنة، فقدت متعة الحياة، ودائماً أعزل نفسي عن الناس وعن العائلة، وأبدأ في البكاء وحدي، وأفكر في الانتحار طول الوقت!
لا أستطيع الأكل، وصرت لا أملك الشهية، ومستواي الدراسي انخفض بشكل كبير، وأبواي لا يهتمان بي، ودائماً يصرخان في وجهي، أريد مراجعة طبيب نفسي لكني أخاف من أن لا يوافقا، وينعتاني بالمجنون.
دائماً أقارن نفسي بالناس، وأعاني من صداع مزمن وتعب مزمن، وعندي تفكير زائد، صرت لا أستطيع التركيز في أي شيء، وأعاني من الأرق في فترات متقطعة، ولا أستطيع التركيز في الصلاة.
لا أعتني بنفسي، ووصلت لمرحلة أني لا أغسل وجهي!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
الأعراض التي ذكرتها وأنت تعاني منها تُمثل ما يُعرف بالقلق الاكتئابي البسيط، وفي مرحلتك العمرية غالبًا يكون شيئًا عارضًا وقتيًّا إن شاء الله تعالى، ويختفي تلقائيًا، هذا هو التاريخ الطبيعي لهذه الحالات، لكن طبعًا هناك تفاوت بين الناس، قد تستمر الأعراض لفترة أطول، وقد تكون متوسطة الشدة، أو شديدة.
عمومًا: نصيحتي لك هي بالفعل أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا، أعرض الأمر على والديك، وإن شاء الله تعالى لن يحدث اعتراض، وإن حدث اعتراض يمكن أن تذهب إلى طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني ليقوم بإجراء فحص جسدي كامل وفحص للدم، يتأكد من الوظائف الجسدية الأساسية، والطبيب الباطني – أو طبيب الأسرة – يمكن أن يقوم بتحويلك إلى الطبيب النفسي، وبعض الأطباء – خاصة أطباء الأسرة – لديهم فكرة ممتازة جدًّا عن هذه الحالات النفسية البسيطة، بمعنى أن الطبيب نفسه يمكن أن يكتب لك أحد مُحسّنات المزاج، هذا من ناحية العلاج.
أمَّا من الناحية العامة: أنا أرجوك وأريدك بالفعل أن تكون شخصًا متفائلاً، أنت صغير في السن، أنت على بدايات أعتاب الحياة، يجب أن تعيش على الأمل، على الرجاء، على التأمُّل الإيجابي، وتجتهد في دراستك، في تواصلك الاجتماعي، وصلِّ مع الجماعة، إن شاء الله يتحسَّن التركيز، رفِّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، والرياضة لابد أن تكون جزءًا من حياتك.
كن بارًّا بوالديك، مهما كانت الصعوبة التي تجدها من قِبلهم، وأنا أؤكد لك أن لا أحد يكرهك خاصة الوالدان، على العكس تمامًا محبتهم لك هي أمر غريزي وأمر فطري وأمر جبلّي، فقط المشكلة تأتي من أن الناس تختلف في الأسلوب التربوي، فأرجو أن تجد لوالديك العذر، وفي ذات الوقت حاول أن تكون قريبًا منهم، وحاول أن تكون دائمًا أفعالك ومشاعرك إيجابية حين تتعامل معهم، هذا في حد ذاته سوف يوثّق الروابط ما بينكم، ويعطيك إن شاء الله دفعة نفسية إيجابية جدًّا، وأيضًا هذا نوع من البر لوالديك.
إذًا هذه هي الأشياء التي أنصحك بها، وأنا متأكد أن الحالة إن شاء الله حالة عرضية، وسوف تزول، ومقابلتك لطبيب الأسرة ستكون جيدة ومفيدة بالنسبة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.