أتألم لعدم استيقاظي لصلاة الفجر رغم حرصي، فما الحل؟

2020-12-01 07:18:12 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا لإتاحتكم لي فرصة الاستشارة، أرجوكم ساعدوني.

كيف أستطيع المحافظة على صلاة الفجر، منذ بلوغي العاشرة من العمر، وأنا أحاول القيام لصلاة الفجر، ولا أنتظم، كل يوم أضع المنبه بجانبي، وأحيانا يعلم الله لا أسمعه أبدا، أستيقظ لأجد الشمس قد أشرقت، أنام مبكرا، ولا أستيقظ، أستعين بالقيلولة، يعلم الله مقدار ألمي لهذا الأمر، أدعو الله دائما أن يوفقني، وأبذل استطاعتي لذلك ولا أفلح، أحيانا أسهر حتى الصلاة حتى لا تفوتني، لكن في اليوم التالي تكون كل أعمالي معطلة.

قرأت في الموقع أن النائم عن الصلاة لا يؤاخذ، لكني أتمنى من كل قلبي أن أكون من أهل الفجر، هل آخذ أدوية أو أخضع لعلاج سلوكي؟ أرجوكم انصحوني بشيء مفيد.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم بثينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة-، ونسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يوفقك إلى كل خير، والجواب على ما ذكرت:
- من الأهمية بمكان أن ندرك فضائل صلاة الفجر حتى يكون ذلك حافزا لنا للمحافظة عليها، فهي صلاة تشهدها الملائكة كما قال تعالى:"أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً" [ الإسراء78 ]، وقَالَ صلى الله عليه وسلم: " لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا " يَعْنِى الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ"، رواه مسلم. وعَنْ جَرِيرٍ بن عبد الله -رضي الله عنه- قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِى الْبَدْرَ - فَقَالَ: " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ -تضارون- فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا"، يعني الفجر والعصر، ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ }، قَالَ إِسْمَاعِيلُ -أحد رواة الحديث- افْعَلُوا لاَ تَفُوتَنَّكُمْ. متفق عليه.

- وأحب أن أؤكد على الاستمرار في تحصيل الوسائل المعينة للمحافظة على الاستيقاظ لصلاة الفجر، أن تدركي بعض الأمور التي تعينك على الاستيقاظ، من الالتزام بالنوم باكرا ولا تكثري السهر، وأن لا تجهدي نفسك كثيرا في النهار، وأن تنامي على طهارة، وأن تعزمي بنية صادقة على الاستيقاظ، وتقرئي أذكار النوم، وتكثري من الاستغفار حتى تنامي، وإذا كان المنبه ضعيفًا فغيريه بآخر ويمكن أن تستعيني بأكثر من واحد. وابتعدي عن الذنوب والمعاصي وتوبي منها، لأنها تكون حائلا عن الطاعات، أن تتناولي قليلا من العشاء، وعليك أن تجعلي من أهل البيت من يوقظك للصلاة.

- ينبغي أن لا تشعري باليأس، فكون المحافظة على الصلاة على وقتها مما يشغل بالك وفي صميم اهتماماتك، فإن هذا يبشر بخير، وعليك أن تتفاءلي بأن الله سيوقفك إلى ما تحبين.

- بعض الناس إذا نام يكون له ثقل في نومه، وإذا أردت أن يزول عنك هذا الثقل، فيمكن أن تاخذي بما ذكرت آنفا من وصايا، ويمكن أن تستعملي الحجامة، فإن لها دورا فاعلا -بإذن الله-، وهذا مجرب، كما يمكن أن تذهبي إلى الطبيب لينظر في أسباب ذلك، ومن ثم يكون علاجه.

- وأخيراً، فإن الذي نام عن الصلاة بعد بذل الأسباب، فإن الله لا يؤاخذه، وليس عليه إثم، عن أنس بن مالك قال: قال نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: " من نسي صلاة، أو نام عنها، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها ".رواه مسلم، ولكن يلزم عليه الحرص على لزوم الأخذ بما يعينه على الاستيقاظ.

وللفائدة راجعي الاستشارات المرتبطة: (250665 - 18442).

كان الله في عونك.

www.islamweb.net