التعارف بين الجنسين عبر الإنترنت
2005-12-14 13:37:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري (21) سنة، وأدرس في الجامعة، تعرفت منذ أكثر من أربع سنوات على شاب عن طريق الإنترنت، وتعلق كل منا بالآخر، وبعد سنة تقريباً تقدم لخطبتي من أهلي، بعد أن أحس كل منا بعدم رغبتنا للاستمرار بالخطأ ولكنهم رفضوه؛ لأنه من بيئة مختلفة تمام الاختلاف عنا، فنحن نسكن في نفس المدينة ولكنني من المنطقة الغربية أصلاً، وهو بدوي الأصل، ثم ازداد رفضهم لهم عند علمهم بعلاقتنا.
حاولت معهم ولكن بدون جدوى، فاضطررنا لقطع علاقتنا مع تعلق كل منا بالآخر، ولكننا كنا من فترة لأخرى نعود ثم نقطعها مرة أخرى، ثم وبعد انقطاع سنة تقريباً، عاد وصارحني بأنه يريد المحاولة مرة أخرى، فرحت كثيراً، حيث إنني كنت قد خطبت خلال سنة الانقطاع ثم فسخت الخطبة لاقتناعي بأن قلبي لن يكون خالصاً لخطيبي، إنني متأكدة من أخلاق هذا الشخص، فهو يصلي دائماً في المسجد وشديد التعلق بأمه وكثير الجلوس معها، وعلاقته بأخواته رائعة، ولم أسمعه يوماً يتحدث عن أصدقاء أو سفر أو أي شيء من هذا القبيل، كما أنه طموح في عمله.
إنني أعلم تماماً من أن بدايتنا كانت خاطئة، ولكنها كانت فترة اضطراب لكل منا، ورغبتنا صادقة في وضع هذه العلاقة في الإطار الشرعي السليم، المشكلة الآن: أولاً ـ لا أعرف كيف يمكن أن يكلم أهلي ثانية، حيث أن أبي متوفى وإخواني ليسوا داخل المملكة؟ فكرت أن يكلم أخي الأكبر في الخارج، ولكنني خائفة من العواقب، لا أريد أن يرفضوه أهلي مرة أخرى.
ثانياً ـ صارحني أنه اكتشف قريباً أن لديه عيبا خلقيا قد يمنعه من الإنجاب، وأنه لا يريد أن يظلمني، شعرت ببعض الحزن، ولكن تعلقي به لم يخف أبدا.
ثالثاً ـ تقدم لخطبتي الآن شاب ذو مواصفات ممتازة تتمناها أية فتاة، ولكن مجرد تفكيري في الموضوع يجعل دموعي تنهمر بلا وعي مني، وكلما قلت لأهلي أني لا أريد قالوا فكري أكثر فالشاب ممتاز والفرصة لا تأتي سوى مرة واحدة في العمر، بل وقالت لي أختي لو أن البدوي عاد فلا تحلمي أن تزوجك أمي إياه.
ساعدوني أرجوكم فأنا شديدة الحيرة ولا أعرف ماذا أفعل!؟ وأدعو ربي كل يوم أن يسددني ويضعني على الطريق الصحيح، وأصبح هذا الموضوع يشغلني كثيراً ولم أعد أستطيع التركيز في دراستي.
مع جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدّر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويُعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فإن المعرفة من خلال (النت) لا تعطي الصورة الكاملة وليست من الأساليب المقبولة شرعاً؛ لما فيها من المفاسد والأضرار، ولا يخفى على الطالبة الجامعية عدد الضحايا لتلك المكالمات والمراسلات، فاحمدي الله الذي سلمك وردك إلى الصواب، ولا تحاولي الرجوع إلى المحادثات من وراء ظهر الأسرة، وكم كنتُ أتمنى أن تكتمي أمرك وأمره بعد أن عُدتم إلى الله؛ لأن علم الأهل بمثل هذه الأمور يزيد من عنادهم وتشددهم، ويُضعف ثقتهم في فتاتهم وهذا هو مكمن الخطر.
ولا مانع من تشجيع الرجل على تكرار المحاولات وإدخال الوساطات ممن يعرفونه أهله من أصحاب الوجاهات، مع ضرورة الاستمرار في قطع العلاقة بينكما؛ لأنه لا يزال أجنبياً، والشيطان حاضر.
ورغم قناعتنا بأن الرأي أولاً وأخيراً للفتاة صاحبة المصلحة، إلا أننا دائماً ندعو الفتيات إلى عدم إحراج أهلهن؛ وذلك بمراعاة الأعراف السائدة والانتباه لرضا الوالدين، والحرص على الاستخارة والاستشارة في بداية الطريق، مع الحرص على القراءة الصحيحة للواقع، ومراعاة الفروق بين القبيلة وغيرها، وبين المنطقة وغيرها من المناطق .
وقد أعجبني هذا الحرص على تصحيح الأوضاع، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم والمسلمة توابين، وذلك لأننا ندفع ثمن مخالفتنا لشريعة ربنا وهدى نبينا.
والله الموفق,,,