ما هو الفرق بين التوحد، والتوحد الظاهري، والحرمان البيئي؟

2020-12-10 02:39:01 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنجبت ابني الوحيد وأنا عمري ٤١ سنة، وأصيب بالصفراء لمدة شهر، ولكن لم تتعدى الحد، عمر ابني الآن ٢٠ شهرا، يقول بابا وماما وباي وماء، كنت أتركه أمام الهاتف من الشهر السادس من ساعة إلى ساعتين على أغاني الأطفال الأجنبية، ولا ينتبه لأي شيء أثناء المشاهدة.

نادرا أخرج من البيت، ولا يوجد أي أطفال قريبين من سنه، لم أكن أتحدث أو ألعب معه، ولكن كنت أغني له أحيانا، ابني يتواصل بصريا إذا وجهت له كلاما من مسافة متر، ويأتي لي يحاول التحدث معي بكلام غير مفهوم، ولكن إذا حاولت النظر إلى عينه من قريب يدير وجهه، لا يشير بأصبعه بل يأخذني إلى المكان، وعندما أناديه لا يستجيب غالبا، يلعب بمفرده، وأحيانا يذهب لأبيه ليلعب معه. لا يقوم بوضع اللعب في صفوف أو لف العجلة، يحرك السيارة على الأرض، ويحتضنني عندما أحضنه، عندما يجد أطفالا يضحك ويذهب إليهم ويحاول أخذ الكرة منهم، لكن إذا حاولوا إلقاء الكرة له قد يستجيب أو لا، يدور حول نفسه ٣ مرات في اليوم تقريبا ويسقط من الدوران، عندما أشير لشيء في الحجرة ينظر إليه، وعندما أطلب منه قصة يحضرها لي فهو يعرف عنوان القصة، ويضحك على بعض الأجزاء بالقصة عندما أغير نبرة صوتي، وينظر لوجهي وهو يبتسم.

عندما يسمع صوت المفتاح في باب الشقة يجري ويذهب لأبيه ليحمله وينظر لوجهه، وأحيانا كان يستقبله بالدوران كاحتفال، يركب المكعبات وأغطية العلب، لا أعرف أحدا قريبا مصابا بالتوحد.

هل للتوحد الظاهري أو الحرمان البيئي علاج؟ وهل ضعف التواصل البصري من قريب يمكن أن يحدث في التوحد الظاهري، أو الحرمان البيئي، أم في التوحد فقط؟ وهل المقصود بالتواصل البصري النظر إلى عين الطفل من قريب أم بعيد؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لابنك العافية والشفاء.

حقيقة أنت أعطيت تفاصيل دقيقة عن كل السلوك الحركي والنفسي والوجداني والاجتماعي الذي يقوم به طفلك، وأستطيع أن أقول ممَّا ذُكر: لا تُوجد مؤشرات حقيقية توضح أو تُشير أن هذا الطفل يعاني من متلازمة الذواتية أو التوحُّد، طبعًا كما تعرفين – أيتها الفاضلة الكريمة – التوحُّد هو طيفٌ متسع جدًّا، وهنالك مَن يقول أن كثيرًا من الأطفال لديهم شيء منه، شيء من البدايات ويختفي، وهذا حقيقة لا يُعتبر أبدًا أمرًا مهمًّا، لأنه لا يفي بالمعايير التشخيصية.

أنا أعرف أن الأمهات والآباء حين يتشككون في إصابة الطفل بمتلازمة التوحُّد؛ هذا يكون أمرًا شاغلاً لهم جدًّا، وتجدهم يبحثون دائمًا عن السمات السلبية ولا يبحثون عن إيجابيات الطفل، وهذا يُسبِّبُ ضغطًا نفسيًّا هائلاً جدًّا، لذا دائمًا أنصح الأمَّهات للمراكز المتخصصة في تشخيص التوحُّد، هذا يُعطي طمأنينة أكثر، وحتى طبيب واحد يجب ألَّا يُقيم الطفل لوحده، يجب أن يكون التقييم الصحيح من خلال الفريق العلاجي المتكامل، وبفضلٍ من الله تعالى الآن أصبحت هذه المراكز منتشرة جدًّا.

أنا أقول لك: لا أرى أن هذا الابن – حفظه الله – داخلٌ في طيف التوحُّد، هذا من وجهة نظري، لا أريد أن أبعث إلى نفسك إشارات تطمينية خاطئة وغير دقيقة، لكن هذا هو الذي وصلتُ إليه، ولتُصبحي أكثر طمأنينة من الأفضل أن تُعرضي ابنك على مركز مختص، ولو لمرة واحدة، أعتقد أن هذا سوف يجعلك أكثر طمأنينة، لكن من وجهة نظري أنني لا أرى حقيقة أن هذا الطفل يدخل في طيف الذواتية.

التوحُّد الظاهري: نعم هنالك كثير من البرامج التأهيلية، طبعًا هذا الكلام نحن نقوله من الوجه العام، ولا أرى أن ابنك أصلاً لديه هذه المشكلة.

وكلمة الحرمان كلمة كبيرة، صحيح الطفل يحتاج لبيئة اجتماعية تفاعلية، ويحتاج لأطفال وأقران في مثله، هذا أمرٌ متفق عليه تمامًا. إذًا البيئة الاجتماعية الغنية والتفاعلية للطفل تساعده، وهي تُعالج الطفل، من السهولة أن نُغيّر أشياء كثيرة في الأطفال قبل عمر الرابعة، وحتى بعض الأطفال حتى عمر السادسة يمكن حقيقة أن نطوّرهم ارتقائيًا، من ناحية النضوج الاجتماعي، من ناحية التفاعل الوجداني، هذا كله ممكن.

التواصل البصري: مقصود به القريب والبعيد، كلاهما له أهميته، لكن التواصل القريب هو الأهم، الخلل فيه له قيمة تشخيصية أكبر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net