كيف أتخلص من الاكتئاب الذي دمرني؟
2020-12-09 03:20:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
في فترة الحجر الصحي أصابتني نوبة هلع عندما كنت أدخن السيجارة، أصبت بعدها باكتئاب حاد فتغيرت حياتي، بدأت أعاني من صداع شديد وإرهاق شديد، وحالة لم أفهمها، فعند الجلوس قرب شخص ما أتخيل أنه سيقوم بضربي، أو أن شخصا ما سيأتيني من الخلف، أنا أعرف أنها مجرد أفكار لكنها تزعجني.
راجعت الطبيب النفسي، فوصف لي الريسبيريدون 1m والنوديب 50m، وقد مرت أربعة أشهر على تناول الدواء، لكن لا زالت بعض الأعراض تزعجني كالخوف من المستقبل، وعندما أتحدت مع شخص لا أكمل الكلام، بالإضافة إلى شعور الغثيان والصمت في التجمعات، ومشاكل النظر، والشعور أن العالم مجرد صورة، والشعور بفقد السيطرة على النفس، وكثرة البكاء، وسماع أصوات عند الاستيقاظ لمدة دقائق ثم تختفي، كلها أعراض جسدية أرهقتني أكثر من النفسية.
أشعر أني غير قادر على فعل أي شيء، وأن حياتي تدمرت، أحس أن المستقبل أسود، وفي المساء يشتد الاكتئاب، علما أني أقلعت عن التدخين، أريد فقط أن أعرف تشخيص حالتي، هل أقوم بتغيير الدواء؟ أشعر أني جسد بلا روح، أستغرب من كل شيء، هل سأحقق أحلامي مع هذا الابتلاء؟ هل سأكون قادرا على تحمل الحياة؟ أنتقد نفسي دائما، فأرجو تقديم يد المساعدة من فضلكم.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Anas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تشخيصك هو قلق وتوتر مع نوبات هلع، وهي طبعًا من الأمراض التي كثرت في هذه الجائحة (كورونا)، اضطرابات القلق بصورة عامة، هي الأكثر حدوثًا في هذه الحائجة، ومن ضمنها اضطرابات الهلع والقلق والتوتر والوسواس القهري.
الوسواس الذي تعاني منه هو مخاوف وسواسية، نتيجة القلق والتوتر، والأعراض الجسدية طبعًا هي أعراض للقلق والتوتر.
الـ (ريسبيريدون Risperidone) ليس بفعالية شديدة لعلاج القلق والتوتر، ولكنه يُعطى كدواء مضاف لعلاج الوسواس القهري، وأنت في الأساس تعاني من نوبة هلع وقلق وتوتر، وكذلك الـ (نوديب nodep) ليس بفعالية شديدة ضد القلق والتوتر، وإن كان فعَّالاً ضد الوسواس. فأرى أن تستبدل الريسبيريدون والنوديب بـ (السبرالكس Cipralex) أو بالـ (زيروكسات Seroxat) فهما أكثر فعالية في علاج القلق والتوتر ونوبات الهلع، أيهما متوفر تناول أحدهما.
السبرالكس جرعته عشرة مليجرامات، ابدأ بنصف حبة يوميًا بعد الإفطار لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، واستمر عليه لفترة ستة أشهر، ثم أوقفه بالتدرج.
أمَّا الزيروكسات أو كما يُسمَّى علميًا (باروكستين Paroxetine) فجرعته عشرين مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وأيضًا استمر عليه لفترة ستة أشهر، ثم أوقفه بالتدرّج أيضًا، بحسب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتوقف تمامًا.
وفقك الله وسدد خطاك.