أمي ترى أشخاصا حولها فهل هي مريضة أو ملبوسة؟
2020-12-13 02:42:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
والدتي ترى أشخاصا أو أطيافا حولها في اليقظة، ولكنهم لا يتكلمون معها، ولا أحدا يراهم غيرها، كل يوم يظهرون لها ويجلسون بجانبها ساعة أو نصف ساعة بدون أن يتكلموا ثم يختفون، للتأكيد هي تكون مستيقظة وليست نائمة.
هل هي مريضة أو ملبوسة -لا قدر الله-؟
أفيدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
يجب على والدتك أن تحافظ على أداء الصلوات الخمس في أول وقتها، وتحافظ على أذكار اليوم والليلة كاملة، كأذكار الصباح والمساء، ودخول الحمام والخروج منه، وأذكار الطعام والشراب، وأذكار النوم والاستيقاظ منه، وأذكار الدخول والخروج من المنزل وهكذا، فإن كانت تقرأ فلتقرأها من كتاب حصن المسلم للقحطاني -رحمه الله-، وإن كانت لا تقرأ فلتستخرج لها صوتيا من الإنترنت وتردد بعده، أو يقوم أحد أبنائها بتلقينها.
نوصيها كذلك بتلاوة جزء من القرآن الكريم يوميا، بحيث تقرأ ورقتين بعد كل صلاة فتختم الجزء بعد صلاة العشاء.
عليها أن تجعل لسانها رطبا من ذكر الله تعالى، وإن رأت ما ذكرتم فعليها أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأن هؤلاء إن كانت حقيقة تراهم ليسوا من البشر.
ما ذكرته لكم سابقا فيه تحصين لها من شر كل ذي شر، وسيكون عونا لها على طرد ما تراه.
للشيطان مداخل كثيرة في إغواء بني آدم فبعضهم يأتيهم بهذه الطريقة، وبعد فترة يوسوس له أنه من أولياء الله الصالحين، وأنهم أتوا لخدمته، ثم يطلبون منه أن يعالج الناس وأنهم سيقومون بمعاونته في ذلك، ومن هنا يستدرجونه للإشراك بالله تعالى من حيث لا يشعر، وهم في الغالب لا يفعلون هذا إلا مع العوام الذين يجهلون أمر دينهم.
عليكم أن تشغلوا سورة البقرة كل ثلاثة أيام فإن الشيطان لا يقرب البيت التي تقرأ فيه سورة البقرة.
أحيانا قد تتصرف الأم أو غيرها بتصرفات كهذه تريد من خلالها لفت أنظار أبنائها إليها كونهم انشغلوا عنها بأعمالهم وهواتفهم أثناء تواجدهم عندها وما شاكل ذلك فعليكم أن تنتبهوا لهذا الأمر.
بعض النساء كبار السن يصير عندهن نوع من التخيلات غير الحقيقية، ولذلك إن كانت كذلك فلا بد أن يكون هذا محل نظر.
مروها أن ترقي نفسها صباحا ومساء بما تيسر من القرآن والأدعية المأثورة، فالرقية نافعة مما نزل بالإنسان ومما لم ينزل.
غالب ظني أنها ليست ممسوسة، ولكن إن استمرت الحالة معها فلا بد من عرضها على راق أمين وثقة؛ ليستكشف حالتها، فإن تبين أنها ممسوسة فلتبدأ بالرقية وتستمر حتى تشفى بإذن الله تعالى.
عليها أن تلزم الاستغفار، وتكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
عليها وعليكم بالتضرع بين يدي الله تعالى أثناء السجود، وسلوا الله تعالى أن يذهب عنها ما تراه، وأن لا يسلط عليها الأشرار، وأكثروا من دعاء ذي النون: (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
عليها ألا تكثر من التفكير بهذا الأمر حتى لا يستولي على عقلها فيؤثر عليها سلبا.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق.