بيني وبين أخي فجوة كبيرة وأخاف أن أكن له كرها في قلبي!
2020-12-15 02:40:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعلم أهمية صلة الأرحام والتسامح، وأنا بطبعي شخصية متسامحة، حتى إذا ما استطعت أنا أرجع علاقتي كما كانت مع من ظلمني أو آذاني أسامحه حتى يغفر له الله، الله يسامحنا، فلما لا نسامح نحن؟ ولكن أحسست أن بيني وبين أخي الأكبر فجوة كبيرة وأخاف أن أُكن له كرهًا في قلبي؛ لأنه أخ بالمسمى فقط.
منذ نعومة أظافري وهو شخص عصبي ويعاملنا بجفاء مع إني كنت طفلة وأعلم جيدا أنه يحرص على مصلحته فقط، وأبي قال لي هكذا من قبل، وهذا الأمر يزعجني كثيرًا، أحس دائمًا أنه شخص أناني، قلبي لا يستطيع مسامحته، هو ليس قريب مني، ما أحسست يومًا أنه من بقية أسرتي، لا وجود له في أي شيء، أي مشكلة عائلية، أي حوار نتحدث فيه جميعًا لا يتدخل وهو غير انطوائي، هو يتحدث فقط إن كان يريد شيئًا لنفسه، لا أراه مبتسمًا ويأتي للحديث إلا إن كان هناك شيء يريده لصالحه.
آخر احتكاك بيني وبينه كان بسبب أني أحكي لوالدتي عن مشكلة دراسية في مادة ما بسبب حالتي النفسية لظروف مررت بها سببت لي اكتئابا وهي تحاول أن تُهدئ من روعي لكنه تدخل في الحوار وقال لي: "لا تعلقي فشلك على الظروف"، وغالبًا عندما أتحدث مع أبي أو أمي يتدخل ويقول لا شأن لك، اخرجي من الغرفة والأمر لا يخصه بل يمكن لتعارض وجهة نظري معه، يفعل هكذا أو لأنه لا يريد حديثي، دائمًا اخرجي من الغرفة ووجهه متعصب، أنا لا أعلم ما معنى كلمة أخ.
سؤالي هنا: أنا لا أستطيع عندما أراه أن أبتسم في وجهه وألقي التحية، إن ألقاها رددتها ولا أشعر أنني أحبه، هل علي من إثم؟ هو بطبيعة الحال لا يتكلم معي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخ لا يُعوّض ولا يمكن الاستغناء عنه، وأخوك الكبير بمثابة والدك وواجب عليك طاعته وسماع أوامره بما يرضي الله ورسوله، وإذا كان بينكما جفاء في العلاقة فيجب أن يزول ذلك وتذهب الشحناء التي بينكما.
فيما يلي مجموعة من الإرشادات التي سوف تساعدك على التعامل مع أخيك وتحسين العلاقة بينكما:
يجب أن يتدخل بينكما شخص كبير يستمع له أخاك ويقتنع بكلامه وليس بالضرورة أن يكون أخ من إخوتك أو والدتك أو والدك، قد يكون عم أو خال، واجلسوا مع بعضكم واستمعي له وتكلمي معه بكل صراحة واعرفي ما هو سبب جفاءه معك.
لا تضمري له الشر في نفسك، فالله أعلم بظروفه المادية والعائلية والضغوطات التي يتعرض لها، لذا التمسي له عذراً، وكوني أنت الأخت الحنون التي تستمع لمشكلاته وتقف بجانبه، بمعنى حاولي أن تحتويه وتخففي عنه، بعد ذلك سوف تشعرين بتغيير واضح في تعامله معك.
تذكري أخطاءك معه، أو طريقة تعاملك أنت، فلربما أخطئتِ في حقه يوماً ما، وربما يضمر في نفسه مواقف حدثت بينكما، أو لا يعجبه تصرف منك.
اعلمي يا ابنتي أنَّ الله تعالى أوجَبَ على عباده جميعًا صلةَ الرَّحِم ذُكورًا وإناثًا، يقول الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} [النساء: 1]. وجعل الشرع قطيعة الرحم من كبائر الذنوب المتوعد عليها باللعن؛ قال عزَّ وجلَّ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 22 - 23].
وفقكم الله لكل خير.